لم تكن حادثة وزارة الصحة في الاسبوع المنصرم هي مجرد القبض على خارق للنظام.. بل كانت دلالة واضحة على أشياء كثيرة.. ولم يكن ذلك مستغرباً ابدا فليس الشريف غريبا على مجتمعنا ولا الراشي هو كذلك.
بشيء من التمعن في حال ذلك الراشي نجد ان الطمع قد اعمى بصيرته فإنسان مثله يملك كل تلك الصيدليات ويستطيع ان يرشي بمبلغ عشرة ملايين ريال.. هذه قيمة الرشوة فقط فما بالك بما يملك.. اقول ان شخصا يملك كل هذا تهوي به نفسه الحقيرة الى اللعب بأمانات الناس واغرائهم ببيع ذممهم.. والتهاون بأرواحهم ما اراده ذلك الجشع هو العبث بأغلى ما يملكه الانسان وهو روحه وجسده فبيع الأدوية غير النظامية او محاولة تمريرها بشكل أو اخر انما هو محاولة لقتل ابناء وطنه.
تلك الحادثة بشرت بخير عميم فوجود مثل ذلك الشخص الأمين الوفي لوطنه المؤمن بربه الحامل لتلك الامانة على اكمل وجه انما يدل على ان الامة لا زال بها ما يدعو الى التفاؤل والاطمئنان.. انه الانسان الذي ترك الملايين من اجل وطنه واهله واخوانه المسلمين محافظا على الأمانة التي يحملها.. نعم انه الانسان النظيف.. تقول الاستاذة فاطمة العتيبي في مقالها المنشور بتاريخ 21-7-1425هـ بعنوان (الرجل النظيف) يكفي المرء من هذه الحياة ان يأوي الى فراشه وهو مرتاح الضمير.. يطعم ابناءه مالا حلالا.. ويتقي دعوات المظلومين.
تحية تقدير للمباحث الإدارية ولوزير الصحة ومن قبلهم ذلك الموظف الشريف في وزارة الصحة.. ليكونوا قدوة لغيرهم في القطاعات الأخرى.
محمد منوخ الشمري / حائل |