Sunday 12th September,200411672العددالأحد 27 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

حال (المزارع) هذه الأيام لا تسر الصديق حال (المزارع) هذه الأيام لا تسر الصديق

تعقيباً على ما نشر في صفحة (عزيزتي الجزيرة) بقلم الأخ صقر فالح الحربي من بلدة شري حول موضوع هموم المزارعين التي لخصها في موضوعه وعرج على كل الأمور التي تخص المزارع وذكر التباين الواضح بين نقص سعر منتجات المزارع وبين زيادة أسعار ما يحتاجه لمزاولة مهنته.
وبما أنني قريب كل القرب من أحوال المزارعين في هذه الأيام أدركت ما يعانيه هذا المزارع مثله مثل أي مزارع آخر.. لقد كتب عن هموم المهنة التي لا يمكن التخلي عنها بأي حال من الأحوال، لقد فند بعض هموم المزارعين وأصبح المزارع لا يستفيد كثيراً من مزرعته ولولا ولاء وحب المزارعين لهذه الحرفة لتركوها، حيث إن المزارع في الوقت الحالي يعمل في مزرعته من أجل العمل وليس الكسب، وكذلك ليسدد الديون المترتبة عليه من قروض البنك الزراعي وديون الشركات والمؤسسات وأصبح المزارع يعمل لتسديد الديون التي اشترى بها معداته الزراعية التي كلفته ملايين الريالات، هذا إذا كانت مزرعته في أحسن حال، وإذا أصبح الماء عنده متوفراً وأرضه صالحة للزراعة، أما غير ذلك فيخرج آخر الموسم كما دخل هذا إذا لم يخسر.
كتب الأخ صقر وقرأها زملاؤه المزارعون والألم يعتصر قلوبهم. أوضح الأخ صقر الأشياء والمعوقات التي تعيق المزارع عن الزراعة والحق يقال إن المزارعين أقل الناس تذمراً وشكوى ولكن الأمر الآن يختلف.. حيث أثقلت متطلبات المزرعة كاهل المزارع ومن ضمن ما ذكر انخفاض سعر كيلو القمح إلى ريال واحد مقابل ازدياد أسعار متطلبات المزرعة مثل الديزل والأسمدة والمبيدات وأصبح المزارع بين سندان الديون ومطرقة الشركات والمؤسسات التي زادت الأسعار مستغلة القروض التي تمنح للمزارع، ومن خلال استعراض الأسعار والمتطلبات يتضح أن الأسعار ارتفعت عن السابق بحوالي ربع القيمة ويترتب على ذلك أمران أحلاهما مر الأول هو ترك المزارع لمزرعته والثاني الأشد مرارة وهو استمرار المزارع في مزرعته وكل سنة يخسر أكثر خسارة من سابقتها وفي كلتا الحالتين لن يستطيع المزارع تسديد ديونه.
وما ذكر الأخ صقر ربما ينطبق على فئة من المزارعين ولكن هناك فئة أكثر مرارة، حيث إن مزرعته تقع في أراضي جبلية يصعب ريها ويصعب حرثها وتحتاج أكثر من مركب لكي تكون صالحة للزراعة وكذلك هناك مزارعين يخرجون الماء من مسافة تصل إلى ثمانمائة متر تحت الأرض، وبذلك يحتاج إلى المكائن الكبيرة جداً التي لا يكفيها حمولة الديزل الذي سعره سبعة آلاف ريال لأسبوع واحد فقط.. ناهيك عن الجوائح الذي ربما تجتاح المزارع وسط موسمه الزراعي من أعطال وغيره.
حال المزارع في هذه الأيام لا تسر الصديق فهو يعاني أشد المعاناة والهموم التي ذكرها الأخ صقر تنطبق على كل مزارع في المملكة العربية السعودية كما أنني أضم صوتي وصوت كل المزارعين في بلدة أوثال وكل بلدان وطننا العزيز لصوته الذي طلب فيه وقفة صاحب الأيادي البيضاء من لدن حكومتنا الرشيدة والنظر في موضوع الزراعة وأسعار المنتجات الزراعية التي أهمها القمح لكي لا يضيع جهده وماله كذلك النظر في موضوع أسعار الأسمدة والمبيدات التي تستغل الشركات فيها وضع المزارع وظروفه.

إبراهيم سليمان الوطبان / أوثال


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved