Sunday 12th September,200411672العددالأحد 27 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

كفاكُمُ خدمةَ الحَرمينِ فخراً كفاكُمُ خدمةَ الحَرمينِ فخراً
أحمد محمد الخطيب(*)

مهداة إلى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني


أيا شيخَ الجزيرةِ يا كبيرُ
أَعَبْدَ الله يا نِعمَ الأميرُ
ففيكَ القولُ يحلُو اليومَ شعراً
وبالأبطالِ تزدانُ السُّطورُ
وليَّ العهدِ.. قدْ وُلِّيتَ أمراً
عظيماً.. إنَّما أنتَ الجديرُ
وليَّ العهدِ.. بورِكَ فيكَ عهدٌ
فأنتَ علَى تَحَمُّلِهِ قَديرُ
أميرَ العُربِ.. يا فخراً لعُربٍ
فأنتَ على حِمَى الأخلاقِ سورُ
أَعَبْدَ اللهِ يا فخراً تلآلِي
علَى أرضٍ مُقدَّسَةٍ تُنيرُ
رأستَ حراسةَ الوطنِ المُفدَّى
فَكنتَ كَنَسر شاهقةٍ يَطيرُ
وهلْ في الكونِ مثلكم شبيه
وهل في الكون مثلكُمُ نظيرُ
فَلِلأمْجَادِ أنْتَ اليَومَ تَعْلُو
كما تعلو على الأفْقِ النسورُ
لقد سَرَحَتْ يداكَ بكُلِّ خَيْرٍ
فَبَجَّلَكَ الأبَاعِدُ والعَشيرُ
وأَدخلتَ السرور على اليتامَى
ومِن كَفَّيْك قد نَعِمَ الفَقِيرُ
جَعلتَ حوائِجَ الفقراءِ تُقْضَى
وفي أيامِكُمْ سَهُلَ العسيرُ
فَبورك والدكُمْ شيخاً جليلاً
وفَذاً طاهرا نِعم الطُّهورُ
بَنَى عبدُ العزيزِ لكم صروحاً
من الأمجادِ سَوَّرَها الضمَّيرُ
وأيَّدَهَا بشرعِ اللهِ حُكماً
فنِعَم الشَّرعُ يحكمُه الوزيرُ
كفاكُمُ خدمةَ الحَرمينِ فخراً
فإنَّ زمانَنَا بكُمُ فخورُ
لَزِمتُمْ خِدمةَ الحجَّاجِ طوعاً
وحُقَّ لكمُ بها فضلٌ وفيرُ
فإنَّ رعايةَ الحُجَّاجِ عِزٌّ
وإنَّ وِفادَةَ الحُجَّاجِ نُورُ
رَعَيْتَ العِلمَ والعلماءَ حتَّى
غشاها الغَضُّ منكمْ والوقورُ
بنيتُمْ جامعاتٍ ذاتِ عز
لها في كلِّ ناحيةٍ عبيرُ
وأهلُ العلمِ قد جازوا إليها
بلا كللٍ وكانَ لهم عبيرُ
بنيتَ مساجداً للهِ قامتْ
على تقوى فطابَ لها المسيرُ
أيا بلدَ الحجازِ هواكَ فرضٌ
منَ الرحمنِ قدَّرهُ القديرُ
نسائمُ منْ مِنًى ردتْ لروحي
حياةَ العاشقينَ بها السرورُ
فطوبَى للذي يحمِي حِماها
بلادَ الله حاشاها تغورُ
فأكرِمْ يا أخا الإسلامِ.. أكرِمْ
بأرضِ العدلِ إذْ عاشَ النذيرُ
مدينةُ سيِّدِ الأكوانِ طه
ومنها شعَّ للأرجاءِ نورُ
ومكةُ في زمانِكُمُ تبدَّتْ
مزيَّنةً تحفُّ بها العطورُ
وكنتُمْ في الجزيرةِ دونَ ريبٍ
مصابيحَ الهدى أبداً تُنيرُ
لمؤتمرِ الحوارِ وقفْتَ تدعُو
إلى وطنٍ إلى الأعلَى يسيرُ
سعيْتَ إلى المعالي لسْتَ تلوِي
على أحدٍ.. فأنتَ بها جديرُ
فطِبْ يا فارسَ الهيجاءِ نَفْساً
فإنَّ الحقَّ آخرُهُ الظهورُ
ففي بيروتَ قدْ بادرْتَ سِلْماً
نطقْتَ بكلِّ ما رغبَ الحضورُ
حفظتم للعروبةِ كلَّ حقٍّ
وللأعداءِ أذْناً لم تُعيروا
ولمْ ترْضَ الدنيَّةَ حيثُ صارتْ
إليكَ أصابعُ الدنيا تُشيرُ
مباركةٌ خُطاكَ لكلِّ فعلٍ
وقولٍ فيه تنفرجُ الصدورُ
وقفْتَ بوجهِ إسرائيلَ تدعُو
لرأْبِ الصدعِ فالآتي خطيرُ
وأهلُ العُرْبِ في قِممٍ تداعَوْا
ولكنْ حلَّ بينَهُمُ الفتورُ
إلى أنْ قامَ بشَّارٌ ينادي:
(ألا يا عُرْبُ هلْ فيكمْ شعورُ
أرى أعداءَكُمْ سلُّوا سيوفاً
مُحكَّمةً.. وشرٌّ مستطيرُ)
وقد ناصرتَهُ قولاً وفعلاً
فيا نعمَ المؤيِّدُ والنصيرُ
مواقفُكُمْ تجلَّتْ في أمورٍ
عظامٍ فذَّةٍ.. نعمَ الأمورُ
محبتُكُمْ لأهلِ الشامِ نبضٌ
تؤجِّجُهُ المودةُ والشعورُ
فإنَّ الحُبَّ فيها محْضُ صدقٍ
وفي أفيائِهَا خيرٌ كثيرُ
وقدْ زُرْتُمْ بلادَ الشامِ حباً
كذا أَسَدُ الشآمِ لكُمْ يزورُ
زياراتٌ يكلِّلُها نجاحٌ
مباركةٌ وبشَّارٌ بشيرُ
ختاماً: ها هوَ القلبُ المُعنَّى
على أفلاكِ حُبِّكُمُ يدورُ
يبثُّكَ وجْدَهُ صرفاً نقيّاً
وفي لُقياكَ يزدادُ الحُبورُ
إلى حيثُ الربيعُ طَفِقْتَ تزهُو
تحفُّ بكَ الأقاحي والزهورُ
أدامَ اللهُ عزَّكَ منْ عزيزٍ
ويحفظُكَ المهيمنُ والغفورُ
ودمْتُمْ للعروبةِ ثوْبَ فَخْرٍ
فجرُّوا ثوبَ عزِّكُمُ وسِيرُوا

(*) عضو مجلس الشعب السوري الأسبق
حلب - الجمهورية العربية السورية


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved