Sunday 12th September,200411672العددالأحد 27 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

باختصار باختصار
صحوة اليقظة
نورة المسلّم

قبل أكثر من عشر سنوات، وذلك الزمان ليس قصياً، خصوصاً بحسبة أيامنا هذه المتسارعة، كان الخواء مهيمناً، وإن لم يكن بعيداً منا الآن، إلا أن هدنة مريحة كانت تخالج أفئدتنا، وقد أظلم غيري إن أدخلت معيارهم الزمني بهذا التوقيت تحديداً، إلا أننا كنا جميعاً على منتصف الطريق الذي نقف على قارعته الآن، منتظرين، حالمين، أو حتى مكتوفي الأيدي!
كانت حرب الخليج كابوساً أيقظنا من أحلامنا المائية، وبين ليلة وضحاها، دخلت هذه المنطقة - الحلم إلى دائرة زعزعة الاستقرار والاحتلال المكشوف والمستتر.
ولم تطل الصدمة، فقد انقشعت الغمة اللحظية وعادت أيامنا الخوالي إلى خوائها، بعضنا فهم الإشارة، وبعضنا الآخر تعامل مع الكابوس بتعويذة الصباح التي تلاشت مع ما تلاها من أحداث لماحة، وربما بقي من لا يود أن يفهم.
وها قد توالت على المنطقة حروب أخرى، ولم يكن الكابوس سوى مقدمة لبعبع آخر، يعلي صوته على من أراد أن يطيل رقبته في ظلام القوة، وأصبحت المداهنة لمثل هذه التأويلات أشبه بالمعادلة الظالمة، التي لا تعترف بقدر الاستيعاب والفطنة، بل إن هناك منطقاً عصياً لا يدين سوى لمن يروض نفسه بإشارة أو سواها.
توالت الأزمات، وباتت الأوضاع الداخلية لكثير من الدول تهدد اليقظة من جانب، بينما يئن زحف القوة نحو مناطق قريبة من جانب آخر. وها قد احتل العراق وتغيرت صورة العالم أجمع، ودخل العالم العربي خاصة مرحلة ما بعد الخطب الرنانة والشعارات الفضفاضة، وانهارت تماثيل الرموز والأحلام، وبدا للكثيرين أن كوابيس مضت في ظلمتها إلى غير رجعة، كما بدا العكس للبعض الآخر، حيث دخلت كوابيس الليل والنهار معاً وصارت معاشة يومياً.
يبدو أن أثمان التجارب لا تأتي مجانية دائماً، ولأنها طالما حملت المدلول الأقوى، فقد تجلى لنا واقع لم نحسب حسبته بحكمة، ولن أدخل في قهاقير العطش والجوع والبطالة والشح التي كأنها فجأة تكشف عن حالها واقعاً، بعد أن كانت تعبر من أمامنا مصطلحات فقط، بل إن أزمات أخرى هي الأخطر بلا شك ستحل، إذا لم نستوعب هذه المرحلة جيداً، المرحلة التي لا تؤمن بأنصاف الحلول، بل معالجة كاملة وتخطيط مكشوف وواضح يضع النقاط فوق الحروف.
والأهم من هذا وذاك أن يستيقظ جيلنا الذي لا يزال بعضه نائماً على أحلام الطفرة والشعوب الغنية والمستهلكة فقط.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved