القنوات الفضائية.. يبدو أن مشاكلها لا تقتصر على مجرد وجود قنوات تحمل الفساد والإفساد والانحراف أياً كان.. بل لوجود قنوات أخرى تحمل في ظاهرها الجد في بعض برامجها، ولكن يتخلل هذه البرامج شبه الجادة فساد وإفساد من نوع آخر.
** هناك محاولات لتمييع وإفساد الأخلاق وتمييع وإفساد الدين.
** تسمع في برامج حوارية ما يخدش الأدب والحياء.. وتسمع كلاماً لا يليق.. على ألسن المتحاورين.. حتى ليُخيَّل للصغير مثلاً أو الشاب.. أن هذا الكلام مما يجوز اطلاقه.. أو أن حوارية المجلس (أي مجلس) تسمح التحدث به.. وقد يقول قائل.. إن الأمور اليوم لم تعد كالأمس فلا تعقدوا الأمور ولا تحبكوها.. فالعالم انفتح والعالم صار واحداً.. ولم تعد هناك حواجز أو فواصل أوكوابح.. وهذه وجهة نظر قد نسمعها.. لكن لا يلزم أن نقبل بها أو نلتزم بها.. ولكن الواقع أن لنا ديننا ولنا قيمنا وأخلاقنا، ولن نقبل بأي تنازل عنها أو التزحزح عنها.
** وهكذا الأمور الشرعية.. هناك برامج تُسمى برامج دينية، سواء كانت حوارية أو على الهواء.. مهمتها (تمييع) الدين وتشكيك الناس فيه، أدخلت الناس في دوامات حول ما يباح وما يكره وما يُحرم.. وصارت حديث المجالس، بل إنك تفاجأ بشخص يتحدث في أمور شرعية بشكل مختلف، وعندما تسأله عن مصدره يقول.. الشيخ الفلاني في المحطة الفلانية.
** ويبدو لي ان بعض الناس يتقلب بين المحطات بحثاً عن هذه البرامج من أجل هذه الأمور.
** ومحطاتنا التلفازية لم تقصّر أبداً.. بل استضافت مشايخنا الكبار المعروفين، وتحدثت معهم في كل ما يهم الناس في أمورهم الدينية والدنيوية.. وتم وضع النقاط على الحروف، ولم يعد هناك عذر لأحد في أن يتنقل أو يقلب الدش بين محطة وأخرى.. بحثاً عن فتوى شرعية.
** المشكلة أن المتصدين للأمور الشرعية في بعض المحطات هم من غير العلماء أو طلبة العلم، بل من بعض المتطفلين على العلم الشرعي.. بل إن بعضهم متخصص في مجالات أخرى، وتجده يتحدث في محطات التلفاز عن أمور شرعية ويوجه ويفتي ولا يخجل.
** بل إن بعض القنوات تستضيف بعض المنتسبين للدعوة وللعلم الشرعي، وهم متخصصون في مجالات وميادين أخرى (علوم.. زراعة.. طب) وتجدهم يتحدثون بعبارات شرعية ومظاهرهم شرعية..
ويتحدثون في قضايا وأمور شرعية ويحللون ويحرمون ويفتون.. وتجد البرنامج يبدأ وينتهي لمدة ساعتين أو ثلاث وكله إبحار في قضايا شرعية لا يمكن لمجالس كبار العلماء والافتاء ومجامع الفقه ان تتطرق لها في جلسة واحدة او عشر جلسات، ومع ذلك هو يفتي فيها خلال نصف دقيقة.
** هؤلاء.. لا شك يتحملون وزر اضلال الأمة.. ويتحملون وزر الكذب والبهتان والتلبيس على الناس.
** مشكلة محطات التلفاز أنها تريد ان تملأ ساعات الإرسال، وتريد أن تجذب الناس، وتريد أن تظهر بالجديد والغريب والمستنكر.. وهذا (المتشيخ) مجرد ألعوبة أو أضحوكة في أيديهم، وينسى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (من كذب عليَّ متعمداً.. فليتبوأ مقعده من النار) وهو يكذب في الجلسة ألف كذبة، وهو مبتسم منشرح البال.. نسأل الله العافية والسلامة.
|