* بغداد - الوكالات :
أصدرت محكمة عسكرية أمريكية حكما بالسجن لمدة ثمانية شهور على جندي بالمخابرات العسكرية الأمريكية بتهمة إساءة معاملة نزلاء في سجن أبوغريب العراقي سيئ السمعة.
وأصدر القاضي حكما بتسريح الجندي أرمين كروز من الخدمة العسكرية لسوء سلوكه بموجب اتفاق مسبق مع الادعاء بأن يعلن أنه مذنب في الاتهامين المنسوبين إليه وهما: إساءة معاملة السجناء والتآمر لاساءة معاملتهم مقابل عدم مطالبة الادعاء بعقوبة (التسريح غير المشرف) من الخدمة العسكرية.
وقال كروز خلال المحاكمة:
إنه أمر الحراس في سجن أبوغريب في إحدى الليالي في أكتوبر عام 2003م بتجريد ثلاثة سجناء من ثيابهم، ثم أرغمهم على الزحف على الارض قبل أن تكبل أيديهم ويربطوا سويا ويجبرون على أداء حركات جنسية، وردا على سؤال من القاضي العسكري جيمس بوهل عن أسباب إقدامه على ذلك أجاب كروز إنه لا توجد أسباب جيدة لتبرير سلوكه.
وردا على سؤال بشأن وجود (أسباب غير جيدة) أجاب كروز إن السجن تعرض لهجمات متكررة بقذائف الهاون وأن ضابطا من وحدته وزملاء له لقوا حتفهم في إحدى هذه الهجمات، وأومأ برأسه ردا على سؤال من القاضي بشأن ما إذا كان ذلك هو سبب إساءته معاملة النزلاء.
وكروز هو أول فرد من المخابرات العسكرية الأمريكية يمثل أمام القضاء العسكري بتهم تتعلق بتعذيب وإساءة معاملة أسرى عراقيين في السجن الذي تديره القوات الأمريكية في العراق.
وحتى الآن أدين سبعة من ضباط الشرطة العسكرية كانوا مسؤولين عن حراسة السجن في القضية نفسها وحكم على أحدهم بالفعل بالسجن لمدة عام، وما زالت الإجراءات القانونية التي تسبق محاكمة الستة الباقين مستمرة.
وأثارت الصور التي التقطها حراس السجناء لعمليات تعذيب السجناء موجة من السخط والإدانة العالمية في إبريل الماضي.
وتبين صورة التقطت في اكتوبر - تشرين الأول عام 2003 كروز واثنين آخرين من جنود المخابرات يقفون في الخلفية ، بينما يتعرض ثلاثة سجناء لانتهاكات على أيدي الشرطة العسكرية في المقدمة ، وألحق كروز وهو جندي احتياط من تكساس بالكتيبة 325 في العراق.
وبصفته محللا لم يكن من المفترض ان يشارك في عمليات الاستجواب ، لكنه مثل محللين آخرين كان يتم الاستعانة به للمساعدة في استجواب السجناء ، وفي شهادة أخرى تحت القسم في قضية أبو غريب قال السارجانت صامويل بروفانس ، وهو جندي مخابرات آخر انه كان يعرف عن كروز (انه يقرع على المائدة ويصرخ وربما كان يهاجم المعتقلين أثناء استجوابهم).
ووصف الميجر توم باربو قائد الكتيبة 325 مخابرات عسكرية كروز بأنه (جندي جيد للغاية) ، وقال آخرون ان أكبر خطأ ارتكبه ربما كان انه لم يبلغ عما شاهده في أبو غريب.
وحصل كروز على وسام بعد ان أصيب في هجوم بقذائف المورتر على السجن في سبتمبر - ايلول من العام الماضي ، وقال محاميه انه حصل على وسام النجمة البرونزية ، وقال الجنرال فاي في تقريره ان كروز انضم إلى الانتهاكات في سجن أبو غريب مع اثنين في الشرطة العسكرية هما السارجانت ايفان فريدريك والكوربورال تشارلز جرانر ، وقال التقرير ان الثلاثة جميعهم جعلوا السجناء يتصرفون وكأنهم يمارسون الجنس) ، وفريدريك وجرانر اثنان من بين سبعة جنود من الشرطة العسكرية وجه اليهم الاتهام حتى الان في فضيحة أبو غريب ويواجهون محاكمة عسكرية.
|