* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
صعدت قوات الاحتلال الصهيوني من حملات الاعتقال، التي طالت الأطفال الفلسطينيين، وقد أعربت مؤسسات حقوقية عن قلقها من زيادة عدد الأسرى الأطفال والفتية القاصرين الذين تعتقلهم سلطات الاحتلال بشكل يومي وتزج بهم في سجونها.. بعد مداهمة منازل عائلاتهم ليلا، واعتقالهم في ظروف قاسية، دون أن يحرك أهلهم ساكنا..
نادي الأسير الفلسطيني، قال في بيان، أرسل منه نسخة إلى مكتب الجزيرة: إنه لا تزال قوت الاحتلال تشن حملة اعتقالات ليلية في كافة المدن والبلدات الفلسطينية، وقد رصد النادي الفلسطيني حملات الاعتقال شملت أطفالا وفتية قاصرين معظمهم معتقل في السجون اليهودية (عتصيون، وبنيامين، وقدوميم، وحوارة) ، وجميع الأطفال من طلاب المدارس..
وقد أورد نادي الأسير الفلسطيني، أسماء 36 طفلا وفتى تم اعتقالهم منذ افتتاح العام الدراسي في غرة شهر سبتمبر - أيلول، الأطفال، هم: زياد زهدي دراج: (12 عاماً) ، محمود عطا كرامة (12 عاماً) ، محمد صالح محمود دراج (12 عاماً) ، معتز محمود ابو جادو (14 عاماً) ، محمد فايز جنازرة (17 عاماً) ، عبد الله صلاح أحمد صلاح (17 عاماً) ، محمد سامي العزة (16 عاماً) ، موسى عبد الكريم العجور (17 عاماً) ، رمزي ابراهيم جودة (17 عاماً) ، خالد وليد العزة (16 عاماً) ، وسام جمال ابو ميالة (17 عاماً) ، وجدي عبد الرحمن طه (17 عاماً) ، محمد رضوان الحداد (17 عاماً) ، احمد نعمان عبد صبح (17 عاماً) ، سامي موسى عيسى صلاح (17 عاماً) ، محمد احمد العرامين (17 عاماً) ، محمد فؤاد عدوين (16 عاماً) ، نائل ايمن عيسى مفرح (16 عاماً) ، رشا خالد العزة (17 عاماً) ، رمزي نور الدين جودة (17 عاماً) ، سامي جهاد حواري (16 عاماً) ، يوسف عودة عريقات (17 عاماً) ، احمد رشدي عثمان (15 عاماً) ، محمد الشامي (15 عاماً) ، خليل عارف صلاح (16 عاماً) ، احمد محمود صلاح (16 عاماً) ، حمدي حسن عيسى (16 عاماً) ، مروان صايل عيسى (17 عاماً) ، خليل احمد شكارنة (17 عاماً) ، يسري مسالمة (17 عاماً) ، نائل ايمن عيسى مفرح (17 عاماً) ، محمد الشامي (15 عاماً) ، خالد راجي طه (16 عاماً) ، ضياء موسى العميدي (16 عاماً) ، . ناصر أبو ميزر (16 عاماً) ، فادي فواز الفواكه (16 عاماً) ..
أطفال فلسطين يعيشون مظاهر العنف، وهم شهود عيان على الصراع..
وفي هذا السياق، وعلى هامش المؤتمر الأول الذي نظمته مؤسسة الأشبال والزهرات الفلسطينية في هيئة التوجيه السياسي والوطني، بعنوان (الطفل الفلسطيني بين الواقع والطموح) أكد، عمر أبو زايدة المستشار القانوني لوزارة شؤون الأسرى والمحررين لمراسل الجزيرة: أن قوات الاحتلال اعتقلت منذ بداية انتفاضة الأقصى ما يزيد على 2500 طفل دون سن الثامنة عشرة يقبعون في سجن تلموند اليهودي.
وأضاف أبو زايدة، يقول: إن هناك بعض الأسرى الأطفال تم وضعهم في السجون المركزية مع الأسرى البالغين كسجن عسقلان ونفحة وهداريم وشطة، أما الأسيرات القاصرات فيخضعن للتحقيق في معتقل المسكوبية ومركز شرطة بتاح تكفا اليهودي، ومن ثم يتم تحويلهن إلى سجن نفي ترتسيا.
وطالب أبو زايدة المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لتوفير الحماية الدولية للأطفال ودعا الأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة بضمان احترام إسرائيل للاتفاقية، مشددا على ضرورة تدخل منظمة اليونسكو وإلزام إسرائيل بتطبيق ما ورد في الاتفاقيات الدولية التي تعني بحقوق الأطفال.
هذا وأكد، صابر النيرب، من مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان ل (الجزيرة) : أن اتفاقية حقوق الطفل تلزم الأعضاء فيها باحترام القانون الدولي الإنساني المطبق في النزاعات المسلحة وذات الصلة بالأطفال الفلسطينيين سيما وأنهم يتعرضون لأبشع الانتهاكات مثل الترحيل القسري والإبادة والاعتقال والأسر.
فيما أكد، إياد نصر، مسؤول النشر والإعلام باللجنة الدولية للصليب الأحمر ل (الجزيرة) : أن أطفال فلسطين يعيشون مظاهر العنف ويتأثرون بها وهم شهود عيان لهذه النزاعات والحروب، مشيرا إلى دور اللجنة في تعزيز ثقافة حقوق الإنسان، وموضحا أن اللجنة الدولية شرعت في تنفيذ برنامج استكشاف القانون الإنساني في 85 مدرسة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وسيتم زيادة العدد خلال العام الدراسي الجاري.. مؤكدا أن حماية السكان المدنيين تستند في زمن النزاع إلى مبدأ أساسي في القانون الدولي الإنساني، ولا يجوز بأية حال من الأحوال أن يكون المدنيون الذين لا يشاركون في الأعمال العدائية محلا للهجوم، وتتعين وقايتهم وحمايتهم، وتشمل اتفاقيات جنيف لعام 1949 وبروتوكولاتها الإضافية لعام 1977 قواعد دقيقة تتعلق بحماية المدنيين، خاصة الأطفال منهم..
عتبة الخوف عند الأطفال الفلسطينيين أصبحت عالية جداً..!!
ومتابعة لهذا الموضوع أكد البروفيسور الفلسطيني أحمد الشرقاوي، استشاري طب الأعصاب والطب النفسي، في حديث خاص مع الجزيرة: أن أطفال فلسطين، في انتفاضة الأقصى المجيدة اعتادوا وتمرسوا وتكيفوا وتأقلموا مع الخوف لدرجة أنه أصبح جزأً من حياتهم، فالأحداث اليومية تفرض عليهم أن يتعاملوا مع الخوف وكأنه ظاهرة طبيعية، حيث أصبحت الأعراض الداخلية للخوف وللهلع والجزع في قاموس الطفل الفلسطيني، هي جزء من الحياة اليومية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، لدرجة أنه أصبحت استجابة 80 % من أطفال فلسطين للخوف عينية..
وأكد البروفيسور الفلسطيني ل مراسل الجزيرة: أن هناك بعض الاستجابات السلبية للأحداث التي يمر بها أطفال فلسطين، فقد يتجه بعض الأطفال للعدوانية والعنف تجاه الذات والآخرين، وهو ما نسميه في علم النفس (الهروب إلى الأمام) .. ويتجه غالبية أطفال فلسطين في هذه الأيام نحو التكيف والتسامي والتمرس على ظواهر الخوف فنجدهم يحاولون الهرب من الخوف إلى الأعلى، أي أنهم لا يخافون بطش المحتل فيتجهون نحو المقاومة أملاً في الشهادة والارتقاء إلى الأعلى..
وبحسب استشاري طب الأعصاب والطب النفسي: هناك شريحة من الأطفال الفلسطينيين يعيشون صدمة الخوف وتأثيراته وردود أفعاله، وهذه أمور طبيعية سرعان ما تزول تأثيراتها بزوال المؤثر.. ومما قاله البروفيسور الفلسطيني: ما نود الإشارة إليه أن العاطفة الدنيوية الرئيسية التي تُدعم الوجود الإنساني على الأرض هي عاطفة الخوف، وأطفال ونساء فلسطين أصبحت عندهم عتبة الخوف عالية جداً، وبالتالي هم بحاجة إلى مثيرات كبيرة حتى تظهر أي استجابة للخوف، ويبدو أن أطفال ونساء وشيوخ فلسطين الضعفاء تمرسوا وتعودوا على التعامل مع الجمر وكأنه تمر.. لكن هذه الظاهرة إذا ازدادت جرعتها على أطفالنا فإنها قد تؤدي إلى تأثيرات سلبية على رصيدهم الارثي وعلى التركيبة الجينية لهم (..) .
|