Sunday 12th September,200411672العددالأحد 27 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

الحادي عشر من (سبتمبر) الحادي عشر من (سبتمبر)
عار (المسلمين).. من عوار (الحالمين والواهمين)..؟!
حمّاد بن حامد السالمي

* مرّ أمس ومضى، بكل ما فيه من مرارة وخزي وعار. ليت أنه لم يكن ولا جاء. وليته لا يأتي مستقبلا ضمن سلسلة أيام هذا الشهر الجميل.. يكفينا أن نعيش اليوم العاشر من سبتمبر، ثم ندخل في اليوم الثاني عشر منه، دون مرور فيه مرارة، أو شعور فيه خزي وعار.
* حمدت الله، أن لم يصادف هذا اليوم (الأحد)، يوم (الحادي عشر من سبتمبر)، وإلا.. لما كتبت شيئاً أرضى عنه..!
* إن شهر سبتمبر، يوافق موسم قطاف التفاح، في بقاع هذا العالم، يزرع هذا النوع من الفاكهة، لكن الجبابرة من المحسوبين على هذه الأمة المبتلاة بمثلهم، جعلوه موسماً لقطاف الرؤوس البشرية..! قطفوها بوحشية لا سابق لها في (أوسيتيا) الروسية، وقطفوها بفظاظة في العراق، ثم حزوها في غيرها من بلاد العرب والمسلمين، لم يردعهم عن فعلهم المشين، دينهم الذي يدعون، وهو دين رحمة ورأفة وعدل، ولا منعتهم إنسانيتهم، إن كانوا هم فعلا من الناس.
* وشهر سبتمبر هذا، فيه يدخل برج الميزان، والميزان، مأخوذ من عدالة السماء، فالقرآن الكريم، جاء بالسلام وبالعدل بين البشر، لكن الشراذم التي تنصب نفسها وصية على الإسلام وأهله، تقلب كافة الموازين، وتشكك في كل عدالة ربانية، إلا ما تراه هي من عندها عدلا، من هجر المخالفين لما هي عليه من باطل، ثم تصنيفهم، فتكفيرهم ثم الإغارة عليهم، وقتلهم وسلبهم وسبيهم..!
* نبدأ اليوم، سنة رابعة إرهاب، ولوتلفتنا يميناً أو شمالاً، لما رأينا غير مجموعات من أوباش، هي ذئاب وحشية في أزياء بشرية، تعيث فساداً في أرض الله، فهي تقتل وتنهب وتشرد وتيتم، ثم تدعي أن الله أمرها بذلك، وهؤلاء (الزعران) لا غيرهم، هم العملاء الحقيقيون لكل أعداء العرب والمسلمين في هذا الكون، فهم الذين يقدمون لأعدائنا، ما يحتاجون إليه، من ذرائع ومبررات وأسباب، إما للعدوان والهيمنة، أو لمزيد من الاحتقار والضغط، ولو أن (شارون)، ومن ورائه كافة القوى الصهيونية في العالم، أرادت أن تظهر العرب والمسلمين، بمظهر الإرهابيين القتلة، أعداء الديانات السماوية، والحضارات الإنسانية، والبشرية جمعاء، لما ذهبوا بعيداً في البحث عن أدلة على ما يريدون، لأن (زعراننا)، كرماء في هذا الجانب، فهم يصلون بالبراهين إلى حيث يريد (شارون) أو غير شارون، و(أربعمائة طالب وطالبة) من الأطفال الأبرياء في مدرسة في (أوسيتيا)، إنما ذهبوا ضحية جماعة إرهابية، ترفع راية الإسلام في ديار الروس، و(أربعة آلاف) إنسان مدني بريء، قضوا تحت أنقاض برجي التجارة العالمية في نيويورك، كان ذلك بفعل عمل إرهابي دنيء، نفذه مجانين، غسل أدمغتهم إنسان حالم يعيش في كهف في تورا بورا، وكأنه يحتج على غيره من الذين يسكنون في أبراج إسمنتية مكيفة، بينما هو يعيش في كهف مظلم..!
* مر علي يوم أمس، وهو يوم ثقيل كئيب ليس كبقية الأيام.. لا أدري كيف استطعت البقاء في داري، حتى غابت شمسه، وتحلحل ليله، وبدت بعده تباشير هذا اليوم الجديد.
* كل ما أحمله من شعور لهذا اليوم العصيب، أنه يجسد طفولتنا الفكرية التي ترفض أن تكبر، ولهذا فهي تعيش أيامها ولياليها في أوهام وأحلام لا نهاية لها.
* تصوروا الحوادث الدموية التي مرت بها بلاد العرب والمسلمين على مر التاريخ، كيف جاءت وكيف كانت..؟، وهل كان لها أن تكون، لو لم ينهض بها مجموعة من الحالمين والواهمين..؟!
* وعلى مدى نصف قرن مضى، فإن الإخوان المسلمين في مصر، كانوا بدون أدنى شك، يحلمون بالسلطة والتسلط، فتوهموا لذلك، وقوف الجماهير معهم بعد الانقلاب، فوقفوا في صف الثورة، ولما استقر الأمر للضباط الأحرار، اكتشفوا أنهم كانوا واهمين، فاستخدموا العنف ضد الكل، وأسالوا الدماء من أجل أوهام وأحلام ذهبت مع الريح.
* قضية تصفية الرئيس (السادات) رحمه الله، بنيت على أوهام وأحلام من القوم إياهم.. ظنوا أنه بمجرد سقوط الرئيس، سوف تنحاز الناس، لهم وتذعن لسلطتهم.. ولكن هيهات.. هيهات..!
* نموذج آخر صارخ، من عالم الأحلام والأوهام، هو (ابن لادن)، شيخ الإرهابيين في هذا العصر بلا منازع، لم يتورع لحظة عن إقحام الدين الحنيف في خططه الخبيثة، ومؤامراته الدنيئة، خاصة ضد المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً، وفعل فعله كثير من أذنابه، ومنهم (المسعري) و(الفقيه)، ومن وافقهم أو سايرهم من المفتين والمنظرين والمحرضين في الداخل والخارج، فابن لادن، كان في قمة أحلامه وأوهامه، ويبدو أنه ما زال كذلك، فقد دبر الهجوم على أمريكا في (11 سبتمبر 2001م)، بوهم ضرب العلاقات السعودية الأمريكية في مقتل، فخاب ظنه، ثم حلم ووهم مرة أخرى، عندما قام أنصاره وعناصره بعمليات إرهابية في بعض المدن السعودية، وكان يحلم بدور (خميني الجزيرة العربية)، وقاده توهمه إلى أن ردة فعل شعبية سوف تقف في صفه، وتفرش له بساط القدوم إلى هذه الديار مرة أخرى، فخسئ وخاب، هو ومن ساعده وسانده، أو أيده أو تمنى ما تمنى.
* وقبل ابن لادن وشيعته الظلامية، ظهر في بلادنا ظلامي آخر هو (جهيمان)، جاء من قلب الصحراء الموحش، يقود مهدياً منتظراً من اختراعه، يوهم الناس به، وببعثة جديدة تنطلق من جوار البيت الحرام.. الحلم تمثل في السلطة والتسلط على رقاب الناس، والوهم تمثل في ثورة الناس والتأييد المطلق لزعيم رباني منقذ، يخرج من مكة، ويحتمي بحرم الله الآمن، والدين.. استخدم هنا لتبرير الخروج والقتل والتدمير، وكذلك لتمرير الهدف - الحلم - الذي هو التسلط على رقاب الناس.
* خاب جهيمان وخابت أحلامه وزمرته الفاسدة، والحمد لله على ذلك.
* ما أكثر الحالمين والواهمين، الذين يشقون دروبهم نحو أحلامهم وأوهامهم، بالدماء والأشلاء، جاعلين من الدين الحنيف، مطية سهلة للتبرير والتمرير.
* إن عار المسلمين في هذا العصر، هو قطعاً من عوار هؤلاء (الحالمين والواهمين).. انظروا ما يجري اليوم على أرض العراق، من مهازل يندى لها الجبين..
* ولكني أسأل، ونحن نستهل سنة رابعة إرهاب.. هل أبقى العابثون لنا، جبيناً يتندى فيندى..؟!

027361552fax:


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved