لما رأيت مقالي منشوراً في صفحة حواء تحت عنوان «من الواقع» في عدد الأسبوع الفائب، انتابتني نشوة من الفرح، شأني في ذلك شأن كل انسان ينشر له أول مقال في حياته، وبخاصة بعدما انتهى الى سمعي ان المقال لاقى استحسانا لدى بعض القارئات، والحقيقة أنني كنت أود أن تطلع على المقال امرأة معينة تربطني بها صلة قرابة فذهبت اليها وقدمت لها المقال طالبا منها أن تقرأه، فقالت: في وقت آخر.. إنني مشغولة الآن «مع العلم بأن قراءته لا تأخذ من وقتها أكثر من خمس دقائق» وجعلت تشغل نفسها بأشياء ليس من عادتها أن تقوم هي بها، ثم تحدثت مع أختها بواسطة الهاتف، ولما انتهت من حديثها عرضت عليها ثانية ان تقرأ المقال، فقالت: إنني على وعد مع الجارة لزيارتها فأنا ذاهبة اليها فقد حان الوقت. قلت: حقا.. يجب على الانسان أن يكون حريصا على وعوده ودقيقا في وفائها، وأنتن - يا معشر النساء - ما من أحد أحرص منكن على الوفاء بوعودكن لبعضكن للزيارات، وبخاصة «الخياطات».
من الوقت وعادت الى البيت، وقبيل الغداء عرضت عليها - للمرة الثالثة - أن تقرأ المقال فادعت بأنها مشغولة فرجوتها، فما كان منها إلا ان أصرت على موقفها وعنادها.
والنتيجة التي أحب أن أصل اليها - أخواتي القارئات - هي أنه سواء لدى أقرأت المقال أم لم تقرأه، ولكن كان باستطاعتها أن تفعل ذلك - ولو من قبيل المجاملة - دون أن تجرح كبريائي وتسيء الى شعوري، ثم لو أني عرضت عليها «جرنالا» يضم أحدث الأزياء أو مجلة من المجلات الغثة لأمضت الساعات الطوال - ولو كانت مشغولة فعلا - في تصفح الجرنال وقراءة المجلة صورة صورة وسطراً سطراً، ولضحت في سبيل ذلك باحراق «الطبخة» وترك البيت على فوضويته وعدم ترتيبه.
وأنا لا أدعي أن مقالي بلغ من الأهمية درجة بحيث تتحتم قراءته، ولكن فيه فائدة ولو قلت.
فاحرصن - يا أخواتي القارئات - على قراءة الأفيد، وثقفن أنفسكن بما يرجع عليكن بالنفع، فعليكن مسؤولية خطيرة ألا وهي تربية الأجيال {$ّقٍل رَّبٌَ زٌدًنٌي عٌلًمْا} والسلام.
|