الخنفسة الميوعة بلاء غير حسن وإني لأعجب بكل معنى العجب وأحسر بكل معنى الحسرة وآسى بكل معنى الأسى كيف أن هذه الظاهرة السيئة المؤلمة قد تجاوزت حدودها في بلاد الغرب واجتاحت بلادنا الإسلامية بما تحمله من سموم ومبادئ هدامة وأتت هنا لا لتبقى فقط ولكن لتقضي على الأخلاق والآداب. يا أخي الشاب في العقيدة والوطن والروح والدم تذكر جيدا نعمة الله عليك وامنحها حق الرعاية والتكريم والشكر والامتنان وتذكر قول الله تعالى: {لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ} ونحن من هنا في بلد شع منه النور نور الإسلام حارب فيه أجدادك الخرافات والبدع والمنكرات وقامت شرائع الإسلام الأصيلة على أرض بلادك الطاهرة وصار أجدادك مثلا رائعا يحتذى بهم في الشرق والغرب في تمسكهم للعقيدة والإسلام حينما طبقوا مبادئ الإسلام وامتثلوا لأمر الله تعالى واجتنبوا ما نهى الله عنه وزجر.. وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر في ظروف معيشية صعبة جدا لم تتوفر لهم مثلما توفرت لك الآن وأنت تنعم الآن في بحبوحة من العيش الكريم والأمن الوارف الذي تستظل بظلاله وتتفيأ شمائله ونعماءه يا أخي الشاب من بليت بهذه العادة السيئة الذميمة ووجهك عند أهل العقول وجه مرذول وفعل ساقط وهو على غير صبغة الرجال والرجولة المميزة عمن سواه أن يكون مختلطا بين الجنسين أومصابا في عقله بحليل ما قدحه. ألم يحن الوقت الآن للإقلاع عن هذه الظاهرة القبيحة وتعي لرشدك وتفيق من نومك وتتذكر جيدا أنك إنسان حر لك مطلق الحريات في نفسك ولكن بحدود لا تخرج عن إطار الأخلاق الكريمة والمبادئ السامية والعقيدة الصالحة وأن عليك العيش وأن تشارك بفعالية وبجد في البناء للتشييد وليس للهدم وللإصلاح وليس للفساد.
ولشد الأزر وليس للتفرقة.. وبالإصرار وليس بالتخاذل ثم إن ما يدخله عقلك الساقط في إبداع الخالق وعطائه متمثلا في وجهك الشاحب المكفهر وكل العادات والحركات التي تعتقد أنها تشفي من غليل حقدك وتهدئ من حرقان أعصابك وتزيد من نظراتك الحاقدة التي كلها معول هدم وفساد في محاولة منك يائسة للتجني على أقرانك وإخوتك وأشقائك ممن وقاهم الله شر ما ابتليت به. ثم يا أخي ما هو هذا العقل والمنطق؟ الذي.. يقبل أن يجر صاحبه إلى أن يكون ذا وجه قبيح المنظر والمظهر في المخبر والمجهر بفعل إطلاقه لشعوره وسدل شعر رأسه على كتفيه حتى ليظهر في وجه غير إنساني وغير مشرف ذا حركات غريبة ومضللة توحي بالانجراف وباللاأخلاقية ثم أني أستغرب في منتهى الغرابة لهذا العقل المفكر أن يقبل بأن يبتعد بصاحبه عن مجتمعه من بني جنسه وجلدته في منأى عنهم ليمارس ما يحلو له من عادات سيئة قبيحة سخيفة في اعتقاد منه وتصور وتضليل من الشيطان انه بعيد عن أنظارهم بينما الواقع والأكيد أنه يشار بينهم حتى أصبح فكره منهم لا محل له في مجتمع ينشد الحضارة والرقي والتقدم وفق هدى إسلامنا وديننا الحنيف اللذين حاربا وسيحاربان بإذن الله كل المبتدعات والخرافات والمنكرات وكل ما يتنافى مع شيمنا وأخلاقنا السامية وشريعتنا، وعيب عليكم يا شبابنا.. يا من ستكونون القدوة في أفعالكم وأعمالكم للشباب الذي سيلحق بكم.
|