في مثل هذا اليوم من عام 1919 غزت قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) دولة هندوراس في أمريكا اللاتينية بدعوى القضاء على حكم الرئيس الهندوراسي برتراند وإقامة حكم ديموقراطي! وكانت هندوراس قد شهدت في النصف الأول من عام 1919 أزمة سياسية داخلية عندما بدا أن الرئيس برتراند سيرفض إجراء انتخابات حرة لاختيار خليفته. في الوقت نفسه قاد الجنرال رافائيل لوبيز حاكم إقليم تيجوثيجالبا حملة لمناهضة الرئيس برتراند وطالب مساندة حكومة جواتيمالا ونيكاراجوا. في المقابل طلب برتراند مساندة السلفادور. وهنا أعلنت الولايات المتحدة اعتزامها التدخل من أجل حل هذه الازمة الداخلية في هندوراس حتى لا تفتح الباب أمام تدويلها واحتمال تحولها إلى صراع إقليمي في الفناء الخلفي للولايات المتحدة كما كان يطلق على أمريكا اللاتينية. وأمام تردد برتراند في قبول التهديد الأمريكي نزلت قوات المارينز على أراضي هندوراس فاضطر برتراند إلى الاستقالة ومغادرة البلاد.ولعب السفير الأمريكي لدى هندوراس دورا رئيسيا في تنصيب حكومة مؤقتة برئاسة فرانشيسكو بورجش الذي وعد بإجراء انتخابات حرة. ولكن الانتخابات لم تكن حرة بكل تأكيد وفاز فيها الجنرال لوبيز الموالي للولايات المتحدة بالرئاسة. وفي أكتوبر 1920 تم تنصيبه رسميا رئيسا للبلاد.ورغم كل دعاوى الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان التي تشدق بها الأمريكيون وبخاصة مبادئ الرئيس ودرو ويلسون خلال الحرب العالمية الأولى فإن الولايات المتحدة لم تضيع فرصة فرض سيطرتها على هندوراس .
|