إن الوقاية من السمنة أمر هام كأهمية التخلص منها ويمكننا ذلك باتباع عدة خطوات مثل تقليل الدهون لنسبة لا تزيد عن 30% في طعامنا زيادة نسبة الأطعمة التي تحتوي على الألياف والإكثار من شرب الماء وكذلك الإكثار من البقول والكربوهيدرات المركبة وزيادة تناول الأسماك والطيور
- كيف نتعامل مع البدين إذ نشعره بأنه إنسان شره وننسى أن السمنة مرض وعلىنا نصح البدين بطلب المساعدة الطبية
- المطاعم المختلفة من أهم وسائل الترفيه عندنا والنشاط الذي نحرص علىه عندما ننشد التغيير في جدولنا الأسبوعي
- أيضاً هناك توصيل الطلبات الذي تقدمه المطاعم للمستهلك والتي تشجع على شراء الأكلات الجاهزة يومياً وحتى بين الأطفال.. صار المراهق والصغير يرفض الأكل الذي يقدم في المنزل لأنه يعرف بأن أي مطعم يريده سيأتي له بالطعام الذي يختاره في أي وقت وبدون كلفة للتوصيل
- لا أرى أي سبب يمنع الرجل من اصطحاب عائلته للمشي يومياً لمدة نصف ساعة مثلاً بدلاً من الذهاب للسوق أو الجلوس أمام شاشات التلفزيون.. هذه العادة سترسخ بالإضافة لفائدتها الصحية أهمية الرياضة عند الجيل القادم من الأولاد ويعتادون علىها
تشير الإحصائيات المنشورة بأن معدلات زيادة الوزن بين النساء السعوديات بلغت نحو 66 في المائة من الاجمالي. وتؤكد الدراسات التي نقرأ عنها في الصحف دوريا أن 52 في المائة من البالغين في المملكة مصابون بالسمنة، في حين تصل هذه النسبة إلى 18 في المائة بين المراهقين و15 في المائة بين الأطفال قبل سن المدرسة. ولم يسلم الأطفال الرضع من زيادة الوزن حيث تبلغ النسبة بينهم 7 في المائة. هذا مع ملاحظة أن هذه المعدلات تتأثر باختلاف الفئة العمرية وكذلك المناطق التي يعيش فيها الأفراد. وقد تزيد نسبة السمنة على هذا الأساس بين 83 و95 في المائة.
ويؤكد المتخصصون في علم التغذية في السعودية على أن التغييرات التي جرت على الأنماط الغذائية في المجتمع السعودي خلال الثلاثين سنة الماضية سواء الكمي أو النوعي أدت بشكل رئيس إلى زيادة معدلات السمنة عند الفرد السعودي.
هذا هو مادفعنا لاستطلاع رأي الناس في اسباب انتشار السمنة بيننا وعن الحلول التي يتبعها البعض للتخلص من السمنة أو الوقاية منها. هل حقا كميات الطعام ونوعها هي وراء هذه السمنة التي نشتكي منها؟ ام أن عوامل اخرى لها تأثيرها ايضا؟
سالم الرشدان يقول:
ماعادت السمنة تتعلق بالمظهر فقط وصارت مرض العصر الذي يتسبب بالكثير من الأمراض المزمنة مثل السكر وارتفاع ضغط الدم لكننا مع هذا لازلنا نمارس نفس اسلوب الحياة الذي يشجع على زيادة الوزن.
أنا شخصيا ارجع زيادة الوزن التي بدأت تتفشى بين المراهقين وصغار السن إلى إقبالهم على الوجبات السريعة والطعام الذي يأكلونه خارج المنزل والذي يفتقد إلى القيمة الغذائية وتزيد فيه نسبة الدهون.
ماعادت الأسر تحرص على تناول الطعام المتوازن غذائيا وبالمقابل هناك الجلوس لساعات امام التلفزيون والفيديو والألعاب الالكترونية المختلفة ادت إلى قلة الحركة وبالتالي زيادة الوزن.
انتشار الخادمات والسواق بيننا ايضا صار عاملا أساسيا في زيادة السمنة بين نسائنا اللاتي صرن يعتمدن على الخدم في كل صغيرة وكبيرة، وبين الرجال الذين يعتمدون على السائق في كل التحركات الصغيرة منها والاساسية.. هذا مع التغيير الحاصل في وجباتنا وإقبالنا على الطعام بكميات كبيرة دون وعي هو حتما ماجعلنا نصل لهذا الحد المرضي من السمنة.
أعتقد بأننا بحاجة أكثر لزيادة الوعي بخطورة الأمراض المزمنة التي تسببها زيادة الوزن وعدم التركيز فقط على مساوىء الشكل حتى ينتبه الناس ويتبعون الصحيح في حركتهم ومأكلهم.
أبو ناصر يقول
قلة الوعي الغذائي من اهم اسباب السمنة. هناك نسبة كبيرة من الناس لا تعلم عن ارتباط زيادة الوزن بطرق الأكل وإعداده التي تسبب السمنة. النساء مثلا لا يعين مخاطر المنكهات الصناعية والمرقات في زيادة نسبة الدهون في الأكل المعد. كذلك هناك من لا يعي فوائد استخدام زيت الزيتون والتقليل من السمن ومن الزبدة في الطهي. وأهمية التخلص من الدهن في اللحوم وزيادة استهلاك الاسماك والخضار والفواكه في مقابل الدهون والنشويات.
من النادر مثلا ان نجد من يسأل عن نسبة الدهون في الأكلات التي نشتريها جاهزة من المطاعم أو السوبر ماركت والتي تهتم بكسب الزبون بالمذاق على حساب الصحة. هذه مسئوليتنا ونحن نهملها وبالتالي تزيد السمنة بيننا.
عبدالله هاشم يقول:
صار أغلبنا خاملا يركن للنوم وقلة الحركة واستخدام السيارات في كل حركة نؤديها مما زاد مخاطر إصابتنا بالسمنة. نكاد لا نمشي خارج منازلنا ولا وعي بيننا عن اهمية الرياضة لكل فرد في الأسرة. لا أرى اي سبب يمنع الرجل من اصطحاب عائلته للمشي يوميا لمدة نصف ساعة مثلا بدلا من الذهاب للسوق أو الجلوس امام شاشات التلفزيون. هذه العادة سترسخ بالإضافة لفائدتها الصحية اهمية الرياضة عند الجيل القادم من الأولاد ويعتادون عليها.
نحن ايضا لا نناقش مخاطر السمنة مع ابنائنا ولا ننبههم لممارساتهم التي تشجع على زيادة الوزن وبالتالي التعرض لمشاكل صحية خطيرة. أعتقد ان الصغار اكثر قابلية لتقبل هذه المعلومات واتباع الصحيح في ممارساتهم الغذائية.
سارة السلمان تقول
كلنا يكره السمنة وكلنا نحاول التخلص منها لكن نكسل ونتهاون. لقد صار الأكل من اكثر وأسهل الانشطة التي نتسلى بها. لا يخلو لقاء اسري أو غيره من موائد مليئة بمختلف الاطعمة التي تزيد الوزن ومن جهة أخرى تقل فيها الأغذية المفيدة كالسلطات والفواكه.
هذه الممارسات صارت تنتشر ايضا في المدارس بين المدرسات مثلا واللاتي يحرصن على وجود الحلويات مع القهوة وانواع مختلفة من الأكلات الدسمة في حقيقتها وإن بدت خفيفة في مظهرها والتي يأتون بها لوجبة الفطور.
لاحظ ايضا نوعية الاطعمة التي نسكت على توفيرها في مقاصف المدارس والتي يعتمد عليها الطلبة في يومهم الدراسي. هذه الاطعمة مضرة صحيا وتجعل الطفل يعاني من مشاكل مثل فرط الحركة وتعوده على اللجوء لهذه الاطعمة وقت الجوع. علينا مطالبة المدارس بأطعمة مفيدة وفي نفس الوقت تشد الطلبة وترسخ عندهم عادات غذائية جيدة تساند تلك التي يتعلمونها من الأسرة ومن وسائل الإعلام.
إهمال العائلة لضرورة الاجتماع حول مائدة فطور مشبعة ومفيدة يساهم في اتجاه معظمنا للأكل الذي يزيد الوزن وعلى مدار اليوم. الفطور يعتبر من أهم وجبات اليوم ومع هذا فهو ينال اقل اهتمامنا في المنزل.
ايضا هناك توصيل الطلبات الذي تقدمه المطاعم للمستهلك والتي تشجع على شراء الاكلات الجاهزة يوميا وحتى بين الأطفال. صار المراهق والصغير يرفض الأكل الذي يقدم في المنزل لأنه يعرف بأن أي مطعم يريده سيأتي له بالطعام الذي يختاره في اي وقت وبدون كلفة للتوصيل.
إهمال الأهل مراقبة هذا التصرف جعل الكثير من الأسر تعاني من سمنة صغارها. بالمقابل نحن لا ننبه أطفالنا إلى حالات المرض وحتى الموت التي يتسبب بها الوزن الزائد بين المعارف مما يجعل توعية الصغار شبه معدومة.
ابتهال الصديقي تضيف
عدم الوعي بأن السمنة دليل تخلف وليس الترف هو أحد اسباب انتشار السمنة بيننا. لقد كان الناس يعتقدون بأن السمين هو الإنسان المترف بينما يجب ان نشير عليه على انه مريض ويحتاج للمساعدة. تجدنا نحن النساء مثلا تتهلل وجوهنا لرؤية الطفل السمين (المربرب) و(المزغدد) وننسى أن هذه الشحوم تجعله يتعرض لمخاطر صحية مستقبلا هو بغنى عنها والمسئول عنها والداه.
لاحظوا ان الوالدين (ولا أستثني نفسي وزوجي) ينشغلان بالعمل والنوم والأنشطة الخاصة بهما عن الطعام الذي يميل له الأبناء. أغلبنا يترك مسئولية إعداد وجباتنا للشغالات اللاتي لا وعي غذائيا عندهن وبالتالي نأكل صغارا وكبارا أطعمة مقلية ودسمة وغير مفيدة مما تزيد بيننا السمنة.
الوالدان ايضا لا يهتمان بسمنة الأبناء ولا ينظران لها على أنها مرض ولا يلجآن لمساعدة الأطباء بينما البعض منهم قد يفكر في حلول جراحية خطيرة كحزام المعدة وشفط الدهون كحلول بدلا من اتباع النظام الغذائي الصحيح وإرشادات متخصصي التغذية.
يونس السميط يقول
ليس بيننا وعي بأهمية الحركة والرياضة. أماكن المشي المخصصة لراحة الناس قليلة ومركزة في مناطق معينة مما يجعلها بعيدة عن الأغلبية وبالتالي يزيد من تكاسلهم. ارتفاع اسعار الأندية الرياضية يكاد يجعلها في متناول فئات معينة من المجتمع دون الأخرى والذي هو اصلا دليل على عدم وعينا بضرورة الرياضة في حياتنا.
صارت المطاعم المختلفة هي من أهم وسائل الترفيه عندنا والنشاط الذي نحرص عليه عندما ننشد التغيير في جدولنا الأسبوعي. وهذا يرجع لقلة وسائل الترفيه التي تتطلب الحركة والنشاط وبالتالي زاد اتجاهنا للطعام واعتمادنا عليه كتسلية.
حسين النويصر يؤكد
عدم وعينا بأساسيات التغذية السليمة هو سبب السمنة. انظر كيف نتعامل مع البدين إذ نشعره بانه إنسان شره وننسى أن السمنة مرض وعلينا نصح البدين بطلب المساعدة الطبية. ننصح في جلساتنا من يشتكي من السمنة بان يجوع نفسه وهذا مستحيل وننسى ان البدين يحتاج أن يأكل لان الجوع ليس حلا للسمنة. وأن الحل في تشجيعه على الرياضة واختيار الأكل المتوازن وليس الرجيم السريع مثلا.
نركن عادة لقبول الدعوات سواء للغداء او العشاء ولا نشجع بعضنا البعض على ممارسة رياضة المشي بعد الولائم. هذه العادة صارت تنتشر مؤخرا بين البعض لكن علينا أن ننشرها بيننا ونمارسها جميعا. حتى العائلة الصغيرة لا تنتبه لضرورة ممارسة رياضة بسيطة كالمشي وبشكل جماعي مما يزيد اصلا من رفض المجتمع لمثل هذه الممارسات. لو اننا نشجع بعضنا على هذا النوع من الحركة لتغيرت نظرة المجتمع وصار الاغلب يمارسونها.
نورة أحمد تؤكد
على الرغم من معرفتنا بضرر السمنة فنحن نستسلم لها ولا نفكر في حلول للتخلص منها بشكل نهائي بل نلجأ لحلول وقتية كالرجيم الذي يخلصنا من الوزن الزائد او بعضه لفترة معينة. لا نعي أيضا لخطورة التذبذب بين الزيادة والنقصان والذي ينتج عنه مقاومة الجسم للتخسيس عن طريق الرجيم. بالمقابل تكاد تكون الرياضة غير مذكورة بيننا. في اسرتي مثلا لا يحرص على المشي كنشاط يومي إلا المرضى بالسكر بعد ان تصل حالتهم لدرجات الخطورة. هؤلاء نصحهم الأطباء بالرياضة منذ البداية لكنهم لا يتبعون النصائح إلا عندما تصل الحالة إلى الخطورة. المجتمع لا يشجع على ممارسة الرياضة بصراحة. فالأندية المخصصة للنساء مكلفة وغير متوفرة بشكل سهل. بالإضافة للفكرة الاجتماعية الخاطئة والسائدة عنها والتي تجعل الرجال يعارضون انضمام نسائهم لها. المشي وهو من اهم الرياضات لا نراه منتشرا كعادة بين الأسر بينما لا نقصر في مد السفر المختلفة في الولائم وتوفير كل ما هو دسم ويزيد الوزن عليها. ارتباط الكرم والمحبة بهذا النوع من الولائم يحتاج لتوعية هي مسئولية المتخصصين والواعين منا. سنجد الرفض في البداية والنقد لكن في النهاية سيدرك الناس ان الحب والكرم يعني ان احافظ على صحة من احب واكرمه بالغذاء الذي يفيده ولا يضره. ترانا نصر على المتواجدين على المائدة بالمزيد من الأكل خوفا من تحرجهم بينما قد يكونون فعلا غير قادرين على تناول المزيد. ونرى هذا الإصرار على انه من علامات الكرم والجود وإكرام الضيف.
أخيرا نذكر القراء بأن تناول الطعام المتوازن غذائيا لا يعني بتاتا خلوه من الدهون. فالدهون عنصر غذائي مهم طالما حافظنا على نسبته التي ينصح بها الأطباء وتعلمنا اين يزيد وكيف نتخلص من الفائض منه. وعادة ما ينصح خبراء التغذية الأفراد بتقليل تناول الأطعمة الغنية بالدهون والكوليسترول كوسيلة من وسائل الوقاية من سوء التغذية. إلا أن ذلك لا يعني الامتناع عن تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون، إذ يقول المدني إن نسبة تواجد الدهون في الطعام لا يجب أن تزيد عن نحو 30 في المائة من إجمالي السعرات الحرارية اليومية. ويؤكد المدني أيضاً على وجوب الإكثار من تناول الكربوهيدرات المركبة مثل النشويات المصحوبة بالألياف والمتواجدة في الحبوب الكاملة والبقوليات.
|