Saturday 11th September,200411671العددالسبت 26 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

الرجل الذي لم ينهزم أمام (طوفان) الملايين..!! الرجل الذي لم ينهزم أمام (طوفان) الملايين..!!

وأنا أتصفح الجزيرة واستمتع بطرحها الرائع عرض أمام ناظري خبر شدني وأسعدني بخط ظاهر وواضح على الصفحة الأولى وهو كالآتي:
(إحباط محاولة رشوة في الصحة بعشرة ملايين ريال) وذلك يوم الأربعاء 16-7-1425هـ.
حرص ديننا الحنيف على كسب المال الحلال وشدد على المخالفة في طريقة كسب المال بل جعل إجابة الدعوة في إطابة المطعم كما روي في الحديث (أن سعد بن أبي وقاص خال رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب من رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن يدعو له بأن يكون مجاب الدعوة فقال عليه الصلاة والسلام أطب مطعمك تكن مجاب الدعوة) الحديث بمعناه.
الكسب الحلال وإطابة المطعم فيه طهرٌ ونقاءٌ للنفس من أوحال الفساد وفيه أيضاً صيانة للحقوق ومصالح الناس ولذلك شدد الدين على الكسب غير المشروع وتوعّد بالعقاب الشديد لمن جمع المال بطرق ملتوية وغير مستوية فحرّم الربا وأربى الصدقات (وأحل الله البيع وحرّم الربا) الآية، وقال تعالى: (يمحق الله الربا ويربي الصدقات) الآية، ولعن رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه آكل الربا وموكله وكاتبه ولعن عليه الصلاة والسلام الراشي والمرتشي فحاول الدين أن يغلق كل المداخل الفاسدة التي تمحق البركة وتفسد المال وتخلخل في حياة المجتمع وتضيع حقوق الناس وتغيّب الأمانة وتساعد على نشر الفساد بين الناس فتصبح الحياة مرتبكة والأمانة غائبة والأنفس مغشوشة والرشوة فيروس مدمّر يقتل كل المضادات وينهك بل ويهلك الجهاز المناعي لحياة المجتمع والناس.. الرشوة ورم خبيث لا تنفع معه مشارط الأطباء ومقصاتهم واستئصالاتهم وإذا انتشر الورم في سائر أعضاء الجسد اقترب جسد المجتمع من الموت.. الرشوة تغيّب الأمانة وتكافح العدل وتضيّع الحق وتؤسس لثقافة الظلم والغش والجشع والحقد وأكل أموال الناس بالباطل.حقيقة لا أجد من هذه الخطوط إلا أن أحيي هذا الرجل الصادق المخلص الذي راقب ربه وقام بواجبه وأدى أمانته، هذا الرجل الذي لم ينهزم أمام (قرقشة) الدراهم وطوفان الملايين.
تحية لك أيها الضمير الحي والنفس المؤمنة العزيزة التي ثبتت وتماسكت أمام زحام الأصفار (10000000) في عصر نشفت فيه الأنفس وطغت المادة وجفت الأمانة.. في عصرٍ كثرت فيه الأنفس المريضة الضعيفة التي تسقط وتنهزم في الجولة الأولى منذ بداية المباراة أمام صوت الدراهم المعدودة.. فقط ثلاثة أصفار (1000) ريال..
يا لها من نفس ساقطة منهزمة مغشوشة ميّتت الضمير ضعيفة الإيمان عديمة المبادئ ناشفة الأخلاق .. نفس قاسية لا توجس خيفة من ربها ولا يؤنّبها ضمير تغذت على الغش وأكل الحرام نيّة فاسدة ومبادئ معدومة، وهذه الفئة ولله الحمد قليلة لم تتفش بعد في مجتمعنا.
تحية لهذه القامة والنفس الشريفة التي رعت مسؤوليتها وبصقت في وجه الفساد فلابد أن يكافئها الله في الحياة أو بعد الممات (من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه).

خالد عبدالعزيز الحمادا/بريدة


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved