Saturday 11th September,200411671العددالسبت 26 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

كفانا الله شرور المتملقين من أصحاب المناصب كفانا الله شرور المتملقين من أصحاب المناصب

صفحة مقالات بجريدة (الجزيرة) تعتبر من الصفحات المميزة التي يعتبرها القارئ فسحة ذهنية يستمتع من خلالها ببعض الأفكار والأطروحات والموضوعات القيمة.. ففي العدد 11658 الصادر يوم الأحد 13 رجب 1425هـ ص 21، قرأت مقالاً عن آداب التعامل للدكتور محمد بن عبدالرحمن البشر حيث أوضح أنماط النفاق والتملق.. والبون شاسع بين محب مادح وكاره متملق، ومن خلال مداخلتي أحب أن أضيف أنه يجب ألا يأسرنا بريق الغنى أو المنصب أو الجاه.. فلو ابتسم لنا الحظ وصفت لنا الأيام وواتتنا الفرصة وتولى منّا الجهول منصباً يأسر القلوب فيجعلها تهيم في بيداء الغرور وتسيح في بحار الأماني.. فتعربد تيهاً وصلفاً.. وتنسى هذه النفس أنها مخلوقة من تراب تطأه الأقدام..
نسي الطين ساعة أنه طين
وما أكثر الحمقى الذين يخدعهم المنصب الوظيفي.. فما إن ندلف إلى مكتب أحدهم إلا ألفيته جذلاً منتشياً في عالم الأوهام.
ونسي المفتون أن الوظيفة لو دامت لغيره ما وصلت إليه، فأين أدب التعامل؟!
لقد أجاد الدكتور البشر في طرحه وذكر أن ذلك من أخلاق الإسلام.. وأن البشاشة وحسن الترحاب من علامات حسن الخلق والتعامل.
لا خير في ود امرئ متملق
حلو اللسان وقلبه يتلهب
يلقاك يحلف إنه بك واثق
وإذا توارى منك فهو العقرب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة
ويروغ منك كما يروغ الثعلب
إن المناصب تزول وتذهب وهذه سنة الحياة..
إن المناصب لا تدوم لواحد
إن كنت تنكر ذا فأين الأول؟
فأغرس من الفعل الجميل فضائلاً
فإذا عُزلت فإنها لا تعزل!
حضارات سادت ثم بادت ورجال أشاوس كان لهم الحول والسلطان. رحلوا عن الدنيا وتركوها وراءهم فمتى يستيقظ هؤلاء المفتونون من سيئاتهم ويبقوا ذكرى عطرة تخلد ذكراهم. سوف يمر زمن ينسى أنه كان كما تنسى الدجاجة أنها باضت.. سوف يمر زمن لا يدري متى كان.. فلا يُعرف فيصبح كمن يسأل هل الدجاجة قبل البيضة أم البيضة قبل الدجاجة!
تصفو الحياة لجاهل أو غافل
عما بدا منها وما يتوقع
ولمن يغالط في الحقائق نفسه
ويسوقها طلب المحال فتطمع
لقد جعل الله العلم نوراً يستضاء فيه في دروب الحياة وكره الجهل والكذب والتملق والاستخفاف بالآخرين وأمر بالتواضع والبعد عن العجب، قال عليه الصلاة والسلام: (كفى بالمرء جهلاً إذا أعجب برأيه) لأن التواضع يقرب الناس إليك ويدنيهم منك.
وقال أيضاً: (إن العجب ليأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب). وقال: (ويل لجماع القول ويل للمصرين). وهو من يتعلم ولا يعمل به.وإنني أكتب هنا من باب قوله صلى الله عليه وسلم:
(تصدقوا على أخيكم بعلم يرشده ورأي يسدده) فمن الأخلاق النزاهة والقناعة والإخلاص والقدوة الحسنة، لذا وجب التنبيه للغافل حتى لا يقع في المحذور، وتنبيه الجاهل الذي وقع كي يقلع عن خطئه ويعود إلى رشده.

حمد بن عبدالله بن خنين/الدلم


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved