في إجازة هذا العام زاد فضولي للتعرُّف على القنوات الفضائية فقمت برحلة إليها لعل السبب في ذلك تراكم العبارات عنها في ذاكرتي ممن يطلعون عليها.. عبارات مد وجزر مبعثرة لم أستخلص شيئاً منها فقمت برحلة إليها من قناة إلى أخرى وجدت بعض الإشراقات متمثلة بسرعة مواكبة الحدث والبرامج العلمية والثقافية والرياضية، برامج يرتضيها المسلم له ولأسرته ولكن لم يكتمل النص بعد فقد وجدت هذه الفائدة يتيمة منزوية في ركن من أركان العالم الفضائي، حيث سيطرت البرامج الساقطة على كل الأركان وجعلت تلك الفائدة في ضمور مستمر ووجدت شيئاً آخر في هذه الرحلة، حيث بدا عقلي حائراً يبحث عن مخرج من عفونة برامج بعض القنوات سواء غربية أم عربية لا يهم من يأخذ من الآخر إذا كان الداء نفسه فبعض القنوات تظهر المرأة شبه عارية وأخرى من القنوات تنمي العلاقات المحرَّمة كعلاقة الفتاة بصديق لها وما يتم بينهما من معاشرة مثل معاشرة الرجل لزوجته، حتى الغناء في هذه القنوات لم يسلم من المرض، فبدلاً من أن يخرج من الحناجر ارتضى تلك الحركات المتمايلة والأجساد شبه العارية التي تحرِّك الغرائز مخرجاً له.. كل شيء فقد قيمته في مثل هذه القنوات.. فالطعام بلا طعم والورد بلا رائحة، عالم استعمل النعم لجلب النقم.. شعرت بغثيان لعل سببه أن عقلي بدا في نزاع مع ذاكرتي بألا تأخذ شيئاً من هذه الصور، بدأت الرغبة في مواصلة هذه الرحلة تنطفئ تدريجياً عندي وأخذ شعور الرغبة والحنين ينتابني إلى التي حرصت أن أدخلها في بيتي دون غيرها من الفضائيات التي اقتنت الجماليات الحقيقية دون تغليف تمثلت بأهدافها السامية والتي كرَّمت المرأة، حيث لم تجعلها أداة لتحقيقها، بل جعلتها درة مصونة وقدَّمت لها الفائدة دون مقابل، إنها قناة المجد.. برامجها تتصدرها العناية بالقرآن تلاوةً وتفسيراً وتعليماً لقراءته وبأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم والدعوة للعمل بها وباقي برامجها من محاضرات وحوارات وبرامجها العلمية والثقافية والصحية تسير إلى القمة لم تنس أبناءنا وفرت لهم جواً نقياً خالياً من التلوث، اتسم بالهدوء في برامجها منقحة مسلية هادفة.. وبعد وجودي لها بين تلك القنوات قلت في نفسي.. ياه كنت في منفى فعدت إلى الوطن.. وأختم عباراتي بالشكر الجزيل للقائمين على هذه القناة.. ودعاؤنا لكم يتجدد مع كل جديد تسعدوننا به.
|