ان بلادنا ولله الحمد تقدمت تقدما واسعا في كثير من المجالات وخطت خطوات رائدة في كثير من النواحي الحضارية حتى تألقت بلادنا واصبحت بهذه النهضة الحضارية تساير العصر الحديث بتقنياته وابداعته المتطورة.
ومن هذه المجالات التي ازدهرت في بلادنا: الشبكة الهاتفية وازدهار الاتصالات المتعددة واستخدام احدث الاجهزة في عالم الاتصالات وفي مقدمتها: الجوالات! وما ادراك ما الجوالات؟! وهل اصبحت اليوم وسيلة تحقق لنا الغاية والفائدة؟ ام اصبحت مظهرا اجتماعيا يقلد فيه بعضنا الاخرين بدليل انتشار اجهزة الجوالات انتشارا واسعا بين فئات المجتمع حتى اصبحت في متناول اطفال ليسوا محتاجين لهذه الاجهزة وليس لهم في ذلك ناقة ولا جمل! بل الغاية من ذلك تقليد ابن فلان وفلان.
وقد يكون بسبب هذا المظهر الاجتماعي وتقليد الاخرين عبء ومشقة على بعض الاسر في شراء تلك الاجهزة لاطفالها وتسديد تلك الفواتير التي قد تثقل كواهل الاسر وقد لا يدرك هؤلاء الاطفال السلبيات التي تكمن خلف هذه المكالمات الهاتفية.
والاعجب من هذا كله عندما ترى شبابا تتوسم فيهم العقل والرزانة والحجا يستخدمون هذه الجوالات استخداما سيئا عن طريق المكالمات الهاتفية او الرسائل الكتابية او عدم احترام مشاعر الاخرين اذا كان البعض يقود سيارته في طريق عام ويسير مهلا على مهل والناس من خلفه ينتظرونه متى ينهي هذه المكالمة ويفسح لهم الطريق وهذا لا يستحي ولا يأبه بمشاعر الاخرين مما ينجم عن ذلك تصعيد حركة السير او وقوع حوادث المرور لا سمح الله.
وان المواطن المخلص والمحب لوطنه ومواطنيه يتمنى كل المنى ان يكون المواطنون كبارا او صغارا اكثر وعيا وادراكا في التعامل مع التطورات ومستجدات العصر واستخدامها الاستخدام الامثل فلا افراط ولا تفريط، وكل وسائل الاتصالات او المواصلات سلاح ذو حدين: إن استخدم في الخير افاد كثيرا وعم، وان استخدم في الشر اضر كثيرا، والانسان العاقل هو الذي يأخذ العبرة من غيره ولم يكن عبرة لغيره.
|