لست منجِّماً
عميد م - مانع عبدالله المانع

في العشرين من يناير (كانون الثاني) لعام 2005م يحتفل البيت الأبيض الأمريكي بسيده سواء كان الرئيس الأمريكي الحالي جورج دبليو بوش أو السناتور الأمريكي جون كيري، ومع أنني لست عرافاً ولا ساحراً ولا منجماً ولا أضرب الودع ولا أقرأ الفنجان، كما أنني لا أؤمن بما يقوله بعض المنجمين الذين ينجمون لمواليد الأبراج، كالذي يقول إن مواليد برج الحمل متفائلون مثلاً ومواليد برج الثور أقوياء ومواليد برج الجوزاء لهم من الصفات كذا وكذا بقية الأبراج كالسرطان والأسد والسنبلة والميزان إلى آخر الأبراج الاثني عشر، كل هذه الأمور لا أؤمن بها ولا أعيرها أي اهتمام، متبعاً قوله (صلى الله عليه وسلم) (كذب المنجمون ولو صدقوا) ،فبرغم عدم إيماني بما ذكرت آنفاً فإنني أعتقد أن مرشح الحزب الديمقراطي السناتور جون كيري، أعتقد أنه سيهزم الرئيس الأمريكي الحالي جورج دبليو بوش ويخرجه من البيت الأبيض، فلا أدري هل هي مصادفة أن جميع الرؤساء الأمريكيين من الحزب الديمقراطي منذ عام 1960م يبدأ اسم كل واحد منهم بحرف الكاف بدءاً من الرئيس الأمريكي الأسبق كنيدي إلى كارتر ثم كلينتون وهذا المرشخ الأخير كيري، صحيح أن كنيدي هو جون كندي وكارتر جيمي كاتر وكلينتون هو بل كلينتون وكيري هو جون كيري، لكنني أعني الأسماء المشهورين بها فالكل منهم يبدأ اسمه بحرف الكاف، لذا أعتقد أن مرشح الديمقراطيين سيفوز بالانتخابات الأمريكية القادمة وقد تكون هذه أمنيتي كذلك مع أنني لا أكره الرئيس الأمريكي الحالي لشخصه لكنني أكرهه لسياسته وخاصة في فلسطين والعراق، ففي فلسطين أجد أنه يطلق على سفاح القرن الحادي والعشرين شارون بطل مذبحة صبرا وشتيلا الذي قتل الأبرياء من الشيوخ والنساء والأطفال، وهو الذي تلطخت يداه بدماء الأبطال من شعب فلسطين مثل الشهيد أحمد ياسين والشهيد عبدالعزيز الرنتيسي، نجد أن الرئيس الأمريكي يكافئه بأن يطلق عليه رجل سلام.. هذه من الأشياء التي تجعل المرء يكره سيد البيت الأبيض الحالي ويتمنى زواله ،كما أنني لا أكره الأمريكيين بل بالعكس أكن لهم كل الاحترام والتقدير لكن ما تفعله إدارتهم وخصوصا الرئيس الأمريكي الحالي وإدارته من المحافظين هي التي تجعل المرء يكره سياستهم، أنا لست في موقع يؤهلني لأن أقيم سياسة هذا أو ذاك لكن للتاريخ فإن الرئيس الأسبق بل كلينتون كان عهده سلاماً وقد كان الاقتصاد الأمريكي في حالة صحية جيدة، وبعهده توصل العلماء الأمريكيون والبريطانيون إلى حل كثير من الشفرة المتعلقة بالمورثات (الكروزومات) وهذا إنجاز عظيم، كما يجب علينا أيها العرب أن نفرق بين الشعب الأمريكي وقادته.. إن الذين يقتلون الأمريكي مجرد كونه أمريكيا مخطئون وضالون كما فعل الذين اختطفوا امريكياً في الرياض وقتلوه بدون ذنب، هؤلاء ضالون ويستحقون العقاب قال تعالى: {وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}، وقال عليه الصلاة والسلام من قتل معاهداً لا يجد ريح الجنة، وأخيراً أدعو الله من كل قلبي أن ينصر فلسطين وأهله، وأن يتحرر عراقنا الحبيب ويزول عنه الاحتلال البغيض، ويديم على أمتنا الأمن والرخاء وأن يعم السلام جميع أرجاء المعمورة إنه سميع مجيب.