مهما قلنا.. ومهما تحدثنا.. ومهما كتب الكتاب، وتحدث المثقفون، وألف المؤلفون عن محبة الناس لسلمان بن عبد العزيز ومكانته العظيمة في نفوسهم.. فلن يستطيع أحد أن يوفي هذا الموضوع حقه.
** سلمان بن عبد العزيز.. يوم احتل هذه المساحات الكبيرة في نفوس الناس.. لم يحتلها هكذا.. بل احتلها بسجاياه وكرمه ومواقفه وقربه من الناس.
** الناس عادة.. لا تمنح حبها لشخص معين.. إلا ولديها مبرراتها التي ترتكز عليها.. ولديها دوافع كانت وراء هذا الميل.
** كل شيء يمكن أن يؤخذ أو يُنتزع.. إلا الحب؛ فالمحبة.. هي التي تسري وتتجه هكذا.. دون أن يكون لهذا الشخص أو ذاك.. دخل في توجيهها.
** هل يمكن أن نتساءل أو نستغرب: كيف امتلأت صالات وساحات المطار يوم عرف الناس عن قدوم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز يوم الاثنين الماضي؟ كيف ترك الناس ارتباطاتهم والتزاماتهم ومشاغلهم؟ كيف اتجهت كل تلك الجموع إلى المطار.. حتى غصَّت بهم الصالات والميادين حوله؟
** إنه حب سلمان بن عبد العزيز.. يوم توغَّل في القلوب.. واحتل تلك المساحات في قلوب الناس.. كل الناس.
** في المناسبات.. لا يقتصر الحضور في قصر سموه على أهالي الرياض ومنطقة الرياض.. بل تجد هذا قادماً من جدة.. وذاك من طريف.. وآخر من نجران.. ورابعاً قادماً من تبوك.. وسيعود على الفور.. وهكذا.. فالناس.. كلها تحب سلمان.
** في اليوم الثاني لوصول سموه اتجه الكل إلى قصر الحكم.. للتشرف بالسلام على سموه.. وتهنئته بسلامة العودة.. وهؤلاء.. غير الذين ضاقت بهم ساحات المطار وما حوله.. وغير الذين حالت الظروف دون حضورهم.. وغير المسافرين في الصيف للخارج والداخل.
** وفي قصر سموه في المساء.. كان هناك تزاحم آخر.. وحضور مكثف.. وأناس غير الذين جاءوا للمطار.. وغير الذين ذهبوا صباحاً لقصر الحكم.. وغير الذين لم تمكنهم ظروفهم من الحضور.
** وما حصل في هذا القدوم الميمون لسموه.. يحصل في كل قدوم.. وفي كل مرة.. فسلمان بن عبد العزيز.. له مكانة عظيمة في قلوب الناس.. صنعها سموه.. بذلك التعامل الرائع.. الذي يعكس حجم ما يحمله من إيمان وصدق ومودة وإخلاص وقرب من الناس.
** سلمان بن عبد العزيز.. أمير القلوب.. أسر قلوب كلّ هؤلاء.
** سلمان بن عبد العزيز.. أمير البرّ والإحسان.. وأمير الفزعات والنخوة.
** سلمان بن عبد العزيز.. أمير الإنسانية.. ورجل الإنسانية والمواقف الإسلامية الصادقة.
** هذه المحبة.. وهذا الترابط.. وهذا التواصل الذي يجمع المواطن بقيادته هنا.. يعكس تواصل وترابط أبناء هذا البلد مع قيادته.. وحجم ما يجمع بينهم من حب كبير لا يعدله حب.. وخير رد.. على من يقول: إن هذا البلد.. ليست له خصوصية.. أو يشكك في وجود خصوصية لهذا البلد.. أو يقول: إنها خصوصية وهمية.
** إن عمداء العواصم.. أو حكام العواصم في أي بلد في العالم.. يذهبون ويعودون ويمرضون ويسافرون.. دون أن يشعر بهم أحد.. ودون أن يزورهم أحد.. ودون أن تغلق الشوارع حول مكاتبهم أو منازلهم أو ساحات المطار.. ولكن ما شاهدناه يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين.. هو خير ردّ على من شكك في هذه الخصوصية.
** هو خير من يفضح تلك الأقلام الموهومة.
** إن هذه الخصوصية لها تاريخ.. ولها جذور.. ولها أصل.. ولها امتداد.
** هكذا كان مجلس صقر الجزيرة.. الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - وهكذا مجالس ملوك هذه البلاد.. وأصحاب السمو الملكي الأمراء - حفظهم الله - وهكذا مجالس حكامنا.
** وهذه.. هي مكانة قادتنا في نفوسنا.. وهذا.. هو ما يربطنا بهم - حفظهم الله.
** إنهم يحبوننا بحجم حبنا لهم.
** هل يستطيع من ينكر هذه الخصوصية.. أن ينكر مكانة المواطن السعودي في نفس قيادته؟
** إنكم كلكم.. تعرفون حجم ما يتعرض له بعض مواطني الدول الأخرى من ضياع ومشاكل ومضايقات وإهانات.. دون أن تسأل عنهم دولهم.. وهم مع الأسف بالآلاف أو مئات الآلاف.. فهل ضاع.. أو ضُيّع مواطن سعودي؟!
** هل ضُيِّق على أيّ مواطن سعودي في أيّ بقعة من هذا العالم وسكتت حكومتنا الرشيدة؟
** عندما تعرض بعض مواطنينا لمضايقات في أمريكا.. أعقاب أحداث 11 سبتمبر المشئومة.. استنفرت السفارة السعودية هناك كل إمكاناتها.. وسخَّرت كل طاقاتها.. وعيَّنت المحامين بالعشرات.. وهبَّت للدفاع عنهم واحداً واحداً حتى خلصتهم كلهم.. وغيرهم.. ضائعون مسجونون منذ سنين، ولم يسأل عنهم أحد.
** هل بعد ذلك نقول: إنه ليست لنا خصوصية.. وتميز.. وننكر هذه الخصوصية ونجحدها؟
** إن ما يجمعنا بقيادتنا.. ليس هذا فقط.. بل هو أوسع وأكبر وأشمل.. ولكن هذا شيء متميز للغاية.. ذكرتني به.. تلك الجموع المتدافعة.. التي هبَّت لاستقبال سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - لتعكس للكلّ.. حجم ما يتمتع به.. هذا الإنسان العظيم في نفوس أبناء بلده.. وتعكس حجم ما تحتله قيادتنا الراشدة.. في قلوبنا أجمع.
|