Saturday 11th September,200411671العددالسبت 26 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

اشتهر بتعصبه المذهبي.. ورفض الحوار مع الحكومة اشتهر بتعصبه المذهبي.. ورفض الحوار مع الحكومة
مقتل الحوثي.. والعثور على جثته بين العشرات في كهف
غموض حول مصير الرزامي أحد أبرز مساعدي الحوثي.. والمعارك أوقعت 400 قتيل

* صنعاء
عبد المنعم الجابري - الوكالات:
قتلت القوات اليمنية أمس الجمعة المتمرد حسين الحوثي وعشرات من مؤيديه وفقا لإفادة مسؤول حكومي في صنعاء أمس، وينهي هذا التطور شهرين من الاشتباكات التي خلفت أكثر من 200 قتيل من المتمردين والجنود.
وقال المسؤول (يمكننا أن نؤكد أن الحوثي وعشرات من مؤيديه قتلوا في قتال دار هذا الصباح - صباح أمس).
وأضاف (هذه هي نهاية التمرد)، وعثر على جثة وجثث العديد من مساعديه في كهف بعد قتال شديد في وقت مبكر من صباح أمس الجمعة.
وقتل أيضا العديد من أفراد القوات الحكومية لكن لم ترد معلومات عن الخسائر من وزارة الدفاع.
والحوثي كان ضمن عدد من الزعماء المتمردين في اليمن لكنه كان يمثل هدفا مهما لأنه شغل قوات الأمن على مدى فترة طويلة.
وجماعته غير مرتبطة بتنظيم القاعدة، وفقا لما تقوله وكالة رويترز، وتتهم الحكومة الحوثي زعيم ما يسمى جماعة (الشباب المؤمن) بإنشاء مراكز له بدون ترخيص وتشكيل جماعة مسلحة.
وعرض اليمن مكافأة قدرها 54 ألف دولار لمن يساعد في القبض على الحوثي، وفي يونيو حزيران شنت قوات الامن عملية لاعتقاله في محافظة صعدة التي تبعد نحو 240 كيلومترا شمالي العاصمة صنعاء.
وقتل العديد من كبار مساعديه في يوليو تموز وأغسطس آب، ويعتبر حسين بدر الدين الحوثي أحد الزيديين المتشددين على الرغم من أنه تلقى علومه في مدارس السلفيين السنة.
وكان الحوثي متحصنا مع أتباعه في أحد الكهوف في محافظة صعدة شمال غرب اليمن، وقد أوقعت المواجهات بين أنصار الحوثي والقوات اليمنية على مدى الاشهر الثلاثة الماضية أكثر من 400 قتيل.
وتتهم صنعاء الحوثي بأنه أعلن نفسه أميراً للمؤمنين، وأنه يريد إثارة نعرة طائفية تضر بالوحدة الوطنية والسلام الاهلي، لكنه نفى ذلك وقال: إن عداءه لاميركا هو الذي حرك الحكومة اليمنية ضده.
ودعت وزارتا الدفاع والداخلية في صنعاء في بيان رسمي عقب الإعلان عن مقتل الحوثي كافة المواطنين الذين نزحوا من المنطقة وتركوا منازلهم وقراهم أثناء المواجهات العسكرية بين المتمردين وقوات الجيش إلى العودة إلى قراهم ومنازلهم وممارسة حياتهم الاعتيادية.
لكن البيان لم يتطرق إلى مصير عبد الله عايض الرزامي أحد أهم مساعدي الحوثي الذي يتمركز مع نحو مئتي مسلح من أنصاره شمال شرق مدينة صعدة.
ولد حسين بدر الدين الحوثي عام 1956 في قرية آل الصيفي بمنطقة حيدان التابعة لمحافظة صعدة على بعد 240 كيلومترا شمال غرب العاصمة اليمنية صنعاء قبل نحو ست سنوات من اندلاع الثورة اليمنية التي قضت على الحكم الامامي الذي استمر لأكثر من أحد عشر قرنا امتدادا للدولة الزيدية التي تأسست في جبال صعدة، وينتسب الزيديون إلى زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، لكن المذهب الزيدي نفسه ينسب إلى الإمام الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم الري الذي جاء من الحجاز عام 284 هجرية (القرن التاسع الميلادي)، والمذهب الزيدي أقرب مذاهب الشيعة إلى السنة، كما أنه مذهب الغالبية في شمال اليمن، وإليه ينتمي الرئيس علي عبد الله صالح نفسه.
وينتهي نسب الحوثي إلى الأسرة الهاشمية، وإلى أول أئمة الشيعة، ورابع الخلفاء الراشدين علي بن أبي طالب، وكان والده العلامة بدر الدين الحوثي أحد ابرز المرجعيات الشيعية للمذهب الزيدي في اليمن.
والتحق حسين بدر الدين الحوثي بمدارس التعليم السنية في محافظة صعدة (المعاهد العلمية) التي كانت حركة الإخوان المسلمين تديرها قبل أن تتحول إلى حزب سياسي عام 1990 هو التجمع اليمني للإصلاح.
كما تلقى العلم على يد والده وعلماء المذهب الزيدي، وهذه من المفارقات اللافتة في شخصية الحوثي حيث تلقى التعليم في مدارس دينية 'سنية سلفية' بينما ينتمي إلى أسرة عريقة في التشيع للزيدية.
وقد التحق الحوثي بكلية الشريعة في جامعة صنعاء وحصل منها على شهادة البكالوريوس في الشريعة والقانون. وفي 1992 قرر الانخراط في العمل السياسي كمؤسس لحزب الحق المعارض الذي جرى تأسيسه من قبل علماء ومثقفين ورجال قبائل ينتمون للمذهب الزيدي، وكان حسين الحوثي تعمق في دراسة أصول المذهب وعلومه الشرعية وتاريخه السياسي في اليمن، وقد ساند الحزب الاشتراكي اليمني (الشريك في الحكم آنذاك) تأسيس حزب الحق في إطار حساباته السياسية وحرصه على إيجاد قوى سياسية باتجاه ديني لمواجهة خصمه اللدود التجمع اليمني للإصلاح ذي الاتجاه الإسلامي المعارض.
في 1993 فاز بأحد مقعدي مجلس النواب عن حزب الحق في محافظة صعدة في الانتخابات النيابية، وتراجع عن ترشيح نفسه في انتخابات عام 1997 لينصرف إلى الدعوة وإلى تأسيس منتدى (الشباب المؤمن) الذي استقطب العديد من المثقفين من المذهب الزيدي.
التحق بإحدى الجامعات السودانية لتحضير ماجستير في علوم القرآن ونال الماجستير بتفوق عام 2000 لكنه ما لبث أن مزق الشهادة معتبرا أن الشهادات الدراسية ليست في الحقيقة سوى تعطيل للعقول.
ويشهد له زملاؤه وأساتذته وأصدقاؤه بالذكاء والتفوق العلمي والتوسع في الدراسات الإسلامية والمذهبية، لكنهم يأخذون عليه تشدده وتعصبه المذهبي. ومنذ العام الماضي وبعد ازدهار نشاط (الشباب المؤمن) وتوسيع قاعدته في أوساط الشباب من أبناء المذهب الزيدي في مختلف المدن اليمنية قام بتسيير التظاهرات المعادية لأميركا.
وجرت مواجهات بين أنصاره ورجال الشرطة خلال الشهور الماضية واعتقلت أجهزة الأمن المئات من أتباعه.
وقد رفض حسين الحوثي الحوار مع الحكومة كما رفض مبادرات الوسطاء للعدول عن تشدده المذهبي قبل اندلاع المواجهات في صعدة في 18 حزيران - يونيو الماضي في جبال مران حيث تمركز مع المئات من أنصاره حتى مقتله أمس الجمعة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved