* القاهرة - مطلق سعود المطيري:
أجمعت الدوائر السياسية في إسرائيل على ضرورة استئناف بناء الجدار العنصري بعد عملية بئر السبع الأخيرة، واستغل الساسة الإسرائيليون هذه العملية للدفاع عن مشروعية بناء الجدار العنصري حيث دعا الرئيس الإسرائيلي موشيه كاتساف الحكومة إلى تسريع إقامة الجدار العنصري في الضفة الغربية المحتلة والإعلان عنه (مشروعاً قومياً).
وأضاف تعقيباً على عمليتي بئر السبع أن إسرائيل تواجه أناساً غير عقلانيين وليسوا واقعيين (متعطشين جداً للدم وسفك الدماء). وكرر اتهامه للرئيس الفلسطيني بأنه العقبة الكبرى في طريق السلام (ويحسن الفلسطينيون صنعاً إذا اختاروا قيادة بديلة).
وأشارت تعليقات الصحف إلى أن عمليتي تفجير الحافلتين في بئر السبع جنوب إسرائيل بددت الوهم لدى الإسرائيليين بأنهم في مأمن من العمليات الاستشهادية ودعت إلى تسريع إقامة الجدار العنصري.
وقال الخبير العسكري زئيف شيف إن فرع حركة (حماس) في الخليل يعتبر (نواة صلبة جداً) لم تنجح إسرائيل في اختراقها بفعل نجاح قادة الحركة في بسط سيطرتهم على الناشطين والعمل بسرية تامة. ويرى أن المعادلة الوحيدة التي تملكها إسرائيل تقوم على مواصلة بناء الجدار وبوتيرة أعلى وان يدفع الفلسطينيون الداعمون للإرهاب ثمناً، بالإضافة إلى مواصلة عمليات اغتيال الكوادر الفلسطينية.
وكتبت صحيفة (معاريف) في عنوانها الرئيسي (الإرهاب عاد... لأنه لا يوجد جدار هناك). ورأى معلقها العسكري عمير رابابورت أن عمليتي بئر السبع ليستا النهاية (والعمليات لن تتوقف طالما لم يقم جدار متواصل على طول خط التماس).
وقال وزير الأمن الداخلي، تساحي هانجبي، إن العمليتين تثبتان من جديد أنه حيث أقيم جدار عنصري لا تقع عمليات استشهادية و(العمليتان وقعتا هنا بسبب عدم إقامة جدار يفصل بين الخليل وجنوب إسرائيل).
ودعا وزير الخارجية، سيلفان شالوم، إلى الشروع في بناء الجدار في هذه المنطقة بغض النظر عن قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي اعتبار الجدار غير قانوني.
في هذه الأثناء حمّل أقطاب اليمين المتطرف شارون مسؤولية وقوع العمليتين. وقال رئيس حزب (الاتحاد القومي) المتشدد، تسفي هاندل، إن شارون (يتحمل مسؤولية لا بأس بها لحمام الدم)، مضيفاً: (أنه يشجع المخربين) على قتل المزيد من اليهود على خلفية ضعفه وهاجسه (لترحيل) المستوطنين من غزة. ورأى الوزير زبولون اورليف (مفدال) أن العمليتين (تعيداننا إلى الوضع المؤلم وتبددان وهم الهدوء والانفصال)، ودعا إلى إصدار الأوامر للجيش بالاستعداد ل(حرب ضارية على الإرهاب)، بدلاً من انشغاله بالإعداد لإخلاء المستوطنات في غزة.
توعد رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، الجنرال موشيه يعلون (كل من يمارس الإرهاب ضد إسرائيل) بأنهم (لن يهنؤوا بالنوم العميق وأن أجهزة الأمن الإسرائيلية ستنشط على المستويات والأصعدة كافة سواء في أراضي السلطة الفلسطينية أو حزب الله أو سورية).
واعترفت مصادر عسكرية بعجز قوات الاحتلال عن تحقيق اختراق استخباري في صفوف (حركة المقاومة الإسلامية) (حماس) في مدينة الخليل، ومن ناحية أخرى قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، أريئيل شارون، خلال جلسة الحكومة الإسرائيلية، إن (خريطة الطريق غير مطروحة على جدول الأعمال، حتى يفكك الفلسطينيون المنظمات الإرهابية)، في إشارة إلى فصائل المقاومة الفلسطينية. وأضاف أن الخطة الوحيدة المطروحة الآن هي خطته بشأن (فك الارتباط)، محذرا وزراءه من أي حديث عن الخطة الأولى.
وشدّد شارون على أن (كل من يقترح على جهات أجنبية التوجه إلى هذه خطة خريطة الطريق فإنه يلحق ضرراً كبيراً بإسرائيل). وقال موجهاً كلامه إلى وزراء حكومته (إنني أدعو الجميع إلى الكف عن ذلك).
ومضى قائلاً: انه يتوقع من الوزراء أن يقنعوا الأطراف الدولية بخطة فك الارتباط بدلاً من خريطة الطريق.
من جهته قال وزير الخارجية الإسرائيلي، سيلفان شالوم، خلال الجلسة نفسها، إنه من المتوقع أن يبادر رئيس الوزراء الفلسطيني، أحمد قريع، والقيادة الفلسطينية عموماً، إلى طرح مبادرات على جدول أعمال الأمم المتحدة لعرقلة خطة فك الارتباط.
ورأى شالوم أن ما يدفع الفلسطينيين في هذا الاتجاه هو (اعتقادهم بان الخطة الإسرائيلية تهمش من دورهم).
وكان رئيس أركان الجيش اللواء موشيه يعلون قد هدد بالاقتصاص من كل من يقف وراء الإرهاب ضد إسرائيل (أينما كانوا). وقال إن إسرائيل تلقت ضربة موجعة لكنها لن تفت في عضدها، بل ستواصل حربها الشاملة على الإرهاب (وكل من يتحمل مسؤولية ممارسة الإرهاب لن يهدأ له بال). وأضاف أن إسرائيل ستنشط عسكرياً على مختلف الأصعدة (ضد الخلايا داخل المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وسنتعامل أيضاً مع الجهات الداعمة للإرهاب سواء في السلطة الفلسطينية أو في حزب الله أو قيادات الإرهاب في دمشق التي تنشط بموافقة سورية. أيضاً سنعالج الدعم المالي أو بالوسائل القتالية بإيحاء من إيران. سنعالج كل مركبات الإرهاب).
|