* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
يبدو أن العقلية اليهودية موحدة الهدف في القضاء على الفلسطينيين، باعتبارهم غرباء عن أرضهم فلسطين، ففي وقت يطلق فيه القادة العسكريون والسياسيون تصريحات عنصرية، مطالبين بمهاجمة الفلسطينيين المنتفضين ضد الاحتلال في مساكنهم.. يعتقد رؤساء (المدارس الدينية) ومجموعة من الحاخامات في إسرائيل، بينهم رئيس لجنة حاخامات المستوطنات الإسرائيلية، (دوف ليؤور)، أنه يمكن التعامل مع المدنيين الفلسطينيين، أيضاً، كمسلحين خلال الحرب الدائرة في المناطق الفلسطينية.
وجاء في بيان نشره هؤلاء، يوم (الثلاثاء)، الموافق 7-9- 2004: (في زمن الحرب هذه الأيام، يحذر التفريق بين الجمهور والجيش، وعندما يواجه جنودنا ومدنيونا الخطر، يجب عدم مواصلة النهج المتبع اليوم، والمكني (التقليد النصراني)، الذي يفضل حياة أعدائنا على حياتنا).
وقام هؤلاء بإرسال بيانهم إلى رئيس الحكومة شارون، وزير الأمن، موفاز، ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، يعلون، وطالبوهم بتغيير الوضع القائم.
وجاء في البيان، أيضًا: نحن الموقعين أدناه، ندعو الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي إلى العمل حسب مبدأ (من يقم لقتلك، سارع إلى قتله)..
وجاء في بيان حاخامات اليهود: هكذا تصرف شعب إسرائيل منذ أيام النبي موسى، الذي حارب أهل مدين، وهكذا تصرفت (دولة إسرائيل) في حرب الأيام الستة، وهذا هو المتعامل به في القانون الدولي..
لا حاجة ولا فائدة من انتظار المهاجم حتى يبدأ هجومه، بل يجب استباقه ومنعه من تنفيذ مآربه..!!
واعتبر البيان أنه لا وجود في العالم لحرب يمكن فيها التمييز، بشكل مطلق، بين المدنيين والجيش.. لم يحدث ذلك في الحربين العالميتين، ولا في حرب الولايات المتحدة في العراق، وحرب روسيا في الشيشان، ولا في حروب إسرائيل.. قومية تحارب قومية، قومية تنتصر على قومية.. والسؤال المطروح أمامنا هو: هل نحارب العدو من خلال هجوم يقتل خلاله مدنيون من صفوفه، يختبئ المسلحون بينهم، أو نمتنع عن الحرب بسبب المدنيين فنخاطر بذلك بالمدنيين لدينا..؟
وأضاف الحاخامون في بيانهم: لن يردعنا من ينادون ب(التقليد النصراني) القائل أدر خدك الثانية، ولن نتأثر بمن بلغوا الدرك الأسفل، منطقيًا وأخلاقيًا، من خلال تفضيلهم لحياة الأعداء على حياتنا.. الفطرة، التقاليد اليهودية والقانون الدولي يقفون إلى جانب دولتنا التي تتعرض إلى هجوم من قبل (حيوانات مفترسة)، تحطم جماجم الأطفال وتقتل وتهشم جثث الرجال والنساء والمسنين، الذين لا ذنب لهم إلا كونهم ينتمون إلى شعب إسرائيل..!!!!!!
وقال الموقعون في ختام بيانهم إنهم يشدون على أيدي الجيش الإسرائيلي وقادته المخلصين لمهمتهم ويكرسون حياتهم لنصرة إسرائيل على أعدائها وحماية البلاد.. إننا نرى أهمية قصوى بمؤازرتهم والوقوف خلفهم وتحصين المنعة القومية والأخلاقية لإسرائيل..!!
ويوضح الحاخام اليهودي، أفراهام فاسرمان، الذي بادر إلى إصدار البيان أن الحديث يدور عن وضع خالٍ من الخيارات، وستضطر قوات الجيش في سبيل إنقاذ مواطنينا وجنودنا للمساس بمواطنين أبرياء.
الحاخامات يتحدثون باسم الموت وصورة البهائم
هذا وقال عضو الكنيست، يوسي سريد، تعقيبًا على بيان الحاخامات اليهود: إنه من المحبط جدًا أن يتحول الحاخامون أكثر فأكثر إلى أشباه رجال دين متعصبين ومنغلقين أدى تأثيرهم إلى سفك دماء كثيرة في كل أنحاء العالم.
مضيفاً: لا فرق بين هؤلاء الحاخامين وآيات الله على أنواعهم الذين يُخرجون أتباعهم عن صوابهم.
كنت تتوقع أن يكون الحاخامون أول من يتحدث عن الحفاظ على الحياة وصورة الإنسان، لكنهم يتحدثون الآن باسم الموت وصورة البهائم.
من جانبه قال زعيم حلاكة (ميماد)، الحاخام ميخائيل مالكيئور: إنه من المؤسف حقًا أن يتم تجنيد التوراة واستغلالها بهذا الشكل الرخيص وغير حقيقي لتحقيق أغراض سياسية تطمح إليها قلة متطرفة.. التوراة والأخلاق اليهودية تعارض بشدة التعرض للأبرياء.. حتى الحرب المبررة ضد الإرهاب لا تبرر العقاب الجماعي.
أما حركة السلام الآن اليسارية فقد قالت: إن الحاخامين في المستوطنات يريدون تحويل الدولة إلى سدوم وعامورا.. طهارة السلاح من وجهة نظرهم ميزة تخص أزمنة غابرة والمساس بالأبرياء أمر شرعي..!!
|