Saturday 11th September,200411671العددالسبت 26 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

بعد ثلاث سنوات على أحداث 11 سبتمبر بعد ثلاث سنوات على أحداث 11 سبتمبر
هل نجحت أمريكا في القضاء على الإرهاب؟

* القاهرة - مكتب الجزيرة -
عتمان أنور - علي البلهاسي:
مرت ثلاث سنوات على احداث 11 سبتمبر وما تزال التساؤلات التي انطلقت منذ البداية حول اسرار ما حدث هي نفس التساؤلات التي تثار كل عام ولا توجد اجابة قاطعة لها ولكن العالم كله ترقب ما فعلته امريكا خلال الفترة الماضية بدعوى القضاء على الارهاب فهل نجحت امريكا بالفعل في القضاء على الارهاب ام انها اشعلت فتيله في كل انحاء العالم؟ وهل سينجح بوش في القضاء على تنظيم القاعدة وزعيمه ابن لادن ام انه سيدفع ثمن حربه معهم بخروجه من البيت الأبيض في الانتخابات الرئاسية القادمة ؟
هذه التساؤلات باتت تطرح نفسها بقوة بعد مرور ثلاث سنوات على احداث الحادي عشر من سبتمبر والتي كانت بداية عهد جديد للمجتمع الدولي فرضت فيه القوة العظمى سطوتها العسكرية على الجميع وانتهجت سياسة جديدة لم تسفر في النهاية الا عن وقوع الاف الضحايا في حربي افغانستان والعراق وتصاعد وتيرة الاحداث الارهابية حول العالم وتنامي العداء لامريكا في كل مكان.
الجزيرة التقت نخبة من المحللين وخبراء السياسة ومكافحة الارهاب للاجابة على هذه التساؤلات.
عقدة سبتمبر
يؤكد الدكتور حسن نافعة رئيس قسم العلوم السياسة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسة بجامعة القاهرة أن امريكا فشلت حتى الان في القضاء على ما يسمى الارهاب في العالم ويقول انه بعد احداث 11 سبتمبر استخدمت الولايات المتحدة اوراقا كثيرة للضغط على الدول والحكومات بدعوى محاربة الارهاب واستخدمت ذلك في اساليب الترغيب والترهيب في الوقت نفسه فظهرت سياسة العصا والجزرة وذلك بفضل سياسة الارهاب التي تمارسها الادارة الامريكية الحالية والتي تعتبر ادارة شديدة التطرف نظرا لسيطرة اليمين المتطرف عليها، ونظرا لوصف الشعب الامريكي نفسه لهذه الادارة ورئيسها بانه لا يحسن ادارة العالم نتيجة سياسات خاطئة فضلا عن العقدة التي تلازم بوش بانه جاء الى الحكم من خلال المحكمة العليا.
ويقول د. نافعة ان ذلك الارهاب الذي تمارسه أمريكا ضد الدول العربية والاسلامية بدعوى محاربة الارهاب نفسه لا يعني غياب الديمقراطية في الأوساط الامريكية ولكنه تشبيه الواقع الحاصل اليوم نتيجة ممارسات الادارة الامريكية التي كان في ممارساتها مزيد من ردود الفعل العكسية من تنظيم القاعدة منذ وقوع هجمات سبتمبر منذ ثلاثة اعوام حيث وقعت احداث كثيرة نتيجة هذه السياسات سواء في تفجير الناقلة الفرنسية في اليمن او الأحداث التي راح ضحيتها أمريكيون في اليمن , الاردن , السعودية , اضافة الى تفجيرات الدار البيضاء والرياض او الاحداث الارهابية التي شهدتها روسيا مؤخرا والتي ادخلت روسيا الى حلبة الحرب على الارهاب، ويضيف ان الحرب على الارهاب اتخذت منحا جديدا وهو الحرب على حركات التحرر السياسي والوطني مثل حركتي حماس والجهاد في فلسطين المحتلة اضافة الى التهديدات التي تلوح بها الإدارة الأمريكية من وقت لاخر ضد ايران وسوريا وحزب الله في لبنان وفي ذلك وجد شارون ان رؤيته في الحرب على ما يسمى بالارهاب قد تطابقت مع رؤية بوش ولذلك ليس صحيحا ان سياسة امريكا قد تغيرت بعد احداث سبتمبر ولكنها تغيرت بعد وصول بوش نفسه الى السلطة في الولايات المتحدة لأنه منذ وصوله وهو يصف العمليات الفدائية بانها اعمال ارهابية، ويصف المقاومين الفلسطينيين بانهم ارهابيون وكذلك كل انواع المقاومة ضد الاحتلال، وهو ما يظهر اليوم في خطاباته عندما يعتبر المقاومة في العراق بانها ارهابا، ويشير د. نافعة الى ان شارون استغل احداث 11 سبتمبر لتوظيفها في سياسته للقضاء على حركات المقاومة الفلسطينية وانه في ذلك يقوم نيابة عن الجانب الامريكي في محاربة الارهاب ولم يتوقف الهجوم الاسرائيلي عند هذا الحد بل وصل الى الرئيس الفلسطيني المنتخب من شعبه واعتباره شخصا غير مرغوب فيه بل ارهابيا.
ويؤكد ان الادارة الامريكية اصيبت بعد احداث سبتمبر بعقدة سبتمبر واصبحت كل تصرفاتها تنبع من هذه العقدة بدعوى محاربة الارهاب وها هو الارهاب يطاردها في كل مكان بعد تنامي مشاعر الكراهية والعداء ضد امريكا في انحاء مختلفة من العالم، وبدا الامر وكأن امريكا تشن حربا على نفسها بعد ان فقدت مصداقيتها أمام المجتمع الدولي واصبحت في عزلة.
ثقافة المقاومة
ومن جانبه يكشف الدكتور رفعت سيد احمد مدير مركز يافا للدراسات بالقاهرة ان احداث سبتمبر خلقت وعيا لدى الجماهير في العالم العربي والاسلامي بثقافة المقاومة فوجدنا اتساعا للمقاومة في العراق بعد سقوط نظام البعث هناك وظهر ان المقاومين الحقيقيين هم ابناء الشعب العراقي الراغبين في انهاء هذا الاحتلال بسرعة، ويضيف ان ما حدث في العراق من احتلال امريكي ترك بصمة على كافة قضايا المنطقة في ضوء المقاومة القوية والمتلاحقة من ابناء الشعب العراقي لجنود الاحتلال الامريكي من ان السياسات الامريكية اصبحت مكشوفة للجميع وان الدور الامريكي مرشح للتراجع في ظل تصاعد المقاومة الفلسطينية ايضا حيث استطاعت ومنذ احداث سبتمبر الا تخضع للضغوط والاملاءات فوجهت ضربات موجعة للعدو الصهيوني، ويؤكد الدكتور رفعت ان السياسة الجديدة التي انتهجتها الولايات المتحدة بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى ومحاولة فرض املاءاتها واوامرها بالقوة على المجتمع الدولي هي سياسة خاطئة ولن تجلب لأمريكا سوى المزيد من العداء والكراهية من جانب الشعوب الاخرى التي باتت ترى فيما تفعله امريكا ارهابا حقيقيا من جانب القوة العظمى لدول ضعيفة، واضاف ان استمرار الولايات المتحدة في هذه السياسات الخاطئة سيوقظ المارد النائم للارهاب في كل مكان فيه مصالح امريكية، واذا كان بوش قد فشل في القضاء على الارهاب فربما نجح الارهاب في اخراجه من البيت الابيض في الانتخابات الرئاسية القادمة بعد تدهور شعبيته في الشارع الامريكي.
نقل ساحة المواجهة
ويقول ضياء رشوان خبير شؤون الحركات الدينية بمركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ان امريكا ما زالت بعد ثلاث اعوام من احداث الحادي عشر من سبتمبر توحي للعالم انها تفعل كل ما تفعله لتخليص العالم من شرور الارهاب وان خطر القاعدة والمنظمات الارهابية الاخرى ما زال قائما رغم ان حروبها التي شنتها لم تستهدف اياً من هذه المنظمات وانما كانت حروبا لتحقيق المصالح السياسية والاقتصادية لفرض الهيمنة الامريكية والسيطرة على مصادر النفط والطاقة في العالم.
وشكك رشوان في ان تكون الحملة الامريكية على الارهاب قد حققت اهدافها او ان تكون اوقفت نشاط المنظمات والجماعات الارهابية وقال انه بالرغم من كل ما فعلته امريكا وما خاضته من حروب الا ان هذا لن يوقف العمليات الانتقامية ضدها لان التنظيمات الارهابية ليست جيشا منظما وانما هي شبكات منتشرة في انحاء العالم ولا تتأثر بمقتل مجموعة منها ولها وسائل متعددة لاستعادة تنظيمها وممارسة عملياتها ضد امريكا وحلفائها، كما انها ليست جماعات راديكالية متخلفة ولكنها تجيد التعامل مع التكنولوجيا الحديثة وتستخدم ايضا الوسائل البدائية في عملياتها والتي تربك التفكير الامريكي في مواجهتها.
وعن مستقبل المواجهة بين الولايات المتحدة والجماعات الارهابية قال رشوان: ان امريكا الان مشغولة عن مكافحة هذه الجماعات بتحقيق مصالح اخرى وربما هي تركت الهدف الاساسي لحربها على الارهاب واتجهت لتحقيق اهداف اخرى بشن حروب مع انظمة وحكومات دول مثلما حدث في افغانستان والعراق ومرشح لان يحدث مع دول اخرى وفي خضم هذه الاحداث تبدو الجماعات والمنظمات الارهابية في مرحلة اعادة ترتيب الاوراق لمواجهة الولايات المتحدة باساليب جديدة وربما نقلت ساحة المواجهة الى اراضٍ اخرى وبيئات مهيأة لذلك.
ركوب الموجة
ويقول الدكتور عبد العاطي الصياد خبير الارهاب وعميد كلية الدراسات العليا باكاديمية نايف للعلوم الامنية ان الحملة الامريكية على الارهاب هي حملة مزعومة وليس فقط لم تنجح في القضاء على الارهاب بل زادت من اسبابه ومن كراهية الكثيرين للسياسة الامريكية وتهديدهم لمصالح الولايات المتحدة، فالاستراتيجية الامريكية في محاربة الارهاب تسير في جميع الاتجاهات في حين ان المطلوب كان استراتيجية مبنية على ترتيب الاولويات والبحث عن المتغير الاساسي او المفتاح في قضية الارهاب والذي لو تمت معالجته امكن معالجة جميع المتغيرات الاخرى.
والواضح ان امريكا ارادت ركوب موجة الارهاب قبل ان تنتهي لتكون ذريعتها في تحقيق طموحات ومصالح اخرى، ويمكن القول بانها حرب امريكية اقتصادية وسيلتها الارهاب، واذا كانت امريكا جادة في محاربة ما تدعي انه ارهاب في المنطقة العربية يجب عليها ان تكون عادلة في حل القضية الفلسطينية، فاحد الاسباب الرئيسية للارهاب هو الشعور بالظلم والقهر الذي يواجهه العالم العربي ازاء الانحياز الامريكي الواضح لاسرائيل، فالممارسات الامريكية معظمها يتم لصالح اسرائيل حتى يبدو وكان المخطط السياسي الامريكي حصان جامح يركبه صهيوني وان امريكا تفعل كل ما تفعله باسم اسرائيل وهذا ما يولد القهر لدى الشعوب العربية، والمقهور اما ان ينتحر او ينحر الاخر، وحتى اذا انتحر فانه يحرص على الانتحار بشكل ايجابي، بالانفجار في وجه الاخرين وهو ما تسميه امريكا ارهابا في حين يرى هو ان ما يفعله مقاومة مشروعة للارهاب الامريكي والصهيوني، اننا الان وبعد مرور ثلاث سنوات على احداث 11 سبتمبر لا نستطيع ان نقول ان امريكا فشلت فقط في القضاء على الارهاب ولكنها زادت من خطورته على العالم كله بعد تزايد معدلات الحوادث الارهابية في العالم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved