في مثل هذا اليوم من عام 1845 افتتح الملك وليم الثاني ملك هولندا بورصة أمستردام للتداول.
وكان وليم الثاني قد تولى عرش هولندا أو البلاد الوطيئة كما كان يطلق عليها بسبب انخفاض مستوى مساحات شاسعة منها عن سطح البحر عام 1840 خلفا لوالده وليام الأول. ولم تكن تلك البورصة التي افتتحها وليم الثاني هي أول بورصة للتداول في هولندا حيث تأسست أول بورصة في أمستردام عام 1631 وكانت أهم بورصة في تاريخ أوروبا الحديث حيث أصبحت النموذج الذي احتذت به باقي دول أوروبا الغربية.
يرجع ظهور بورصات التداول في أوروبا إلى القرنين الثاني عشر والثالث عشر في المراكز التجارية المهمة في إيطاليا التي كانت تمثل عصب التجارة الأوروبية في ذلك الوقت مثل فلورنسا وفينسيا وميلانو.
ولكن لفظ (تداول) أو (إكستشجنج) EXCHANGE ظهر لأول مرة في مدينة بورج البلجيكية حيث اعتاد تجار شمال أوروبا على عقد اجتماعات دورية فيها أطلق عليها اسم (دي بورص) نسبة إلى المنزل الذي اعتاد هؤلاء التجار عقد اجتماعاتهم فيه وهو منزل عائلة (فون دي بورص).
وبعد تراجع مكانة بورج انتقل مركز الثقل التجاري واجتماعات (البورصة) إلى مدينة أنتويرب البلجيكية أيضا.
وفي هذه المدينة تأسس مقر للاجتماعات عام 1531 وأطلقوا عليه اسم البورصة.
وكانت بورصة أمستردام التي افتتحت عام 1631 بداية مرحلة جديدة في تاريخ أسواق المال الأوروبية والعالمية أيضا. فقد شهدت بورصة أمستردام ظهور أول تداول للأوراق المالية (أسهم وسندات) بصورتها المعاصرة.
بعد ذلك ظهرت بورصات برلين 1739 ولندن 1745 ونيويورك 1792م.
وبمرور الوقت بدأت هذه البورصات الجديدة تسحب البساط من تحت أقدام البورصة الأم في أمستردام.
حاول الملك الهولندي وليم الثاني استعادة المكانة القديمة لبورصة أمستردام فأعاد بناءها بعد توليه الحكم في إطار مساعيه لإعادة بناء النفوذ الهولندي الذي تراجع بشدة خلال القرن التاسع عشر أمام النفوذ البريطاني والفرنسي.
|