الشباب هم ثروات الأمم وعليهم تعقد الآمال وهم أجيال المستقبل، وتشقى بهم الدول وتعد لمستقبلهم لأنهم هم الثروة الحقيقية لارتقائها ونهوضها في مختلف المجالات فتنشئ لهم المدارس والجامعات في مختلف التوجهات والتخصصات المدنية والعسكرية والفنية والحرص عليهم بالتوجيهات والتحذيرات وتمنحهم الحريات الشخصية بانتقائهم المجالات التي يرغبون، وتجند لهم مختلف القطاعات الحكومية والخاصة لتأمين متطلباتهم والسهر على راحتهم كأب رحوم حنون.
ولكن..!! عندما يكون بعض من هذه الثروة مصدر خطر على الامة ومرضاً خبيثاً لا بد من اجتثاثه من جذوره التي علقت في مستنقع من الوحل والخراب وسوء التربية التي تغذيه ليكون بذرة خبيثة تفسد في الأرض وتمد جذورها إلى الجانب الآخر من البسيطة لتمس به جذوراً أخرى حسنة لتفسدها، وتقوم الامم بمحاربتها بشتى الوسائل والطرق وايجاد العلاج المناسب عبر الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة لتجنب شبابها هذه الجذور الممتدة من هذه البذرة الخبيثة وتبذل الغالي والنفيس والمستحيل حتى لا ينغمس شبابها في هذه التربة والمستنقعات الخبيثة، ومع ذلك يبقى بعض شبابها تحت هذه التأثيرات بكل أسف رغم التحذيرات والتوجيهات وينخرط تحت رحمة هذه الجذور وتوجهاتها. وحرصاً على المحافظة على هذه الثروة الغالية تقوم الامم بالبحث عن الطرق الاكثر فعالية للعلاج خوفاً على شبابها من الضياع والانخراط تحت رحمة هذه الجذور وتمنحهم الفرصة لمساعدتهم بالتخلص منها والاستفادة من العلاج.
ولكن..!! عندما ترى ضرورة في بتر هذه الجذور لعدم تجاوبها للعلاج فإنها لا تجد بداً من بترها مرغمة حتى لا تنتشر العدوى إلى جذور اخرى قد تم علاجها.
وما قام به ولاة الأمر في هذه الدولة حفظهم الله من تقديم العلاج الفعال لاجتثاث بؤر الفساد من جذور أبنائها ومعالجتهم للموقف بكل حكمة، وذلك بمنح مزيد من الوقت لبعض ممن لم يستجيبوا للعلاج لانتشالهم من هذه المستنقعات الخبيثة وتطهيرهم واعلان توبتهم، مما حدا ببعضهم بالتجاوب مع هذا العلاج والاستفادة من هذه الفرصة التي منحت لهم، والرفض القاطع بكل اسف وجهل وتعنت من بعضهم لهذا العلاج وتفويت الفرصة على انفسهم، بل استمروا يعومون في مستنقعاتهم الوحلة ينشرون الرعب والترويع للآمنين، فقد خابوا وخسروا وسوف تتعفن جذورهم واجسادهم وعقولهم على اصرارهم على ما هم فيه من تيه، عندها سيكون علاجهم كالحيوانات المريضة التي يتم ذبحها واحراقها حتى لا تنتقل العدوى إلى الآخرين وتطهير هذا البلد الطاهر منهم ومن امثالهم.
فهنيئاً لمن استجابوا للعلاج وما لاقوه من عناية ابوية حميمة وأيدٍ حانية انتشلتهم من هذه المستنقعات واعادتهم إلى مستنقع العز والكرامة ولم شملهم مع اسرهم وابنائهم بعد سنين من الضياع والتشرد واتباع الباطل، وانتم يا من قد فاتتكم الفرصة لا يزال هناك متسع من الوقت للتوبة والعودة إلى الحق والعود أحمد ولا الاستمرار في الباطل.
|