Friday 10th September,200411670العددالجمعة 25 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "أفاق اسلامية"

دراسة تربوية تطالب المؤسسة الدينية بتنمية كفايات المرشدين والوعاظ في مجال الإنترنت والفضائيات دراسة تربوية تطالب المؤسسة الدينية بتنمية كفايات المرشدين والوعاظ في مجال الإنترنت والفضائيات
ضرورة ربط البرامج الدينية بالحياة لتكون قادرة على استقطاب الناس وإقناعهم

* الجزيرة- خاص:
طالبت دراسة متخصصة الجهات ذات الاختصاص بتشكيل فريق من الخبراء لوضع عناصر استراتيجية خليجية للتعامل السليم مع الفضائيات و(الانترنت)، وحفز الجهات المعنية على وضع القوانين والحماية اللازمة للأطفال والشباب، وتوعية الأطفال والشباب بأساليب الاستخدام الآمن ل(الانترنت) وبالمخاطر الكامنة فيه، ودعم دور الآباء والمدرسين في توجيه الأبناء وحمايتهم، والحد من تعرض الأطفال والشباب الى مخاطر (الانترنت) والفضائيات، مع تشديد الرقابة على بعض المواقع في (الانترنت) وبعض الافلام والبرامج الإعلامية.
وأكدت الدراسة التي أعدها بتكليف من مكتب التربية العربي لدول الخليج الدكتور ذوقان بن عبد الله عبيدات بعنوان :(الفضائيات و(الانترنت)- معالجة السلبيات لدى الناشئة تعزيزاً للإيجابيات) أهمية دور المؤسسة الدينية التي هي ضمير المجتمع والمؤثر الأساسي الذي يحظى بالقبول من قبل المجتمع بكافة أفراده وفئاته، وهي الملجأ الذي يلوذ به المجتمع كلما واجه أخطاراً خارجية تتمثل في الغزو الفكري والقيمي والأخلاقي والأجنبي، الأمر الذي يملي عليها القيام بأدوار مهمة، منها تحديث لغة التخاطب مع الأطفال والشباب بشكل خاص ومع المجتمع بشكل عام واستخدام أساليب علمية وإعلامية حديثة في الاتصال والتفاعل مع المجتمع، وتنمية مهارات العاملين في المؤسسة الدينية في مجال الاتصال والإعلام والحوار والمناقشة، واحترام الرأي والرأي الآخر من خلال برامج تدريبية متكاملة.
وفي السياق ذاته، ذكرت الدراسة أن من تلك الأدوار المهمة التي تقوم بها المؤسسة الدينية أيضاً ربط البرامج الدينية بالحياة ومتطلباتها، وظروف تحسينها، لتكون قادرة على استقطاب الناس وإقناعهم، وكذا إعداد برامج توعية أو أدلة موجهة الى الأسرة، لتسهيل قيامها بمهامها في تنمية المشاعر والاتجاهات الدينية لدى أفرادها، والعمل المستمر على توضيح موقف الدين من القضايا المعاصرة والمشكلات الحياتية التي يعيشها المواطن، بحيث يجد المواطن في الدين عاملاً مهماً مساعداً له في الثبات والتصدي للاتجاهات العربية.
وأوضحت الدراسة أن المؤسسة الدينية لن تستطيع القيام بدورها بشكل ناجح في مجال (الانترنت) والفضائيات اذ لابد من ان تهتم اولاً بتنمية كفايات المرشدين والوعاظ العاملين فيها، وتعرفهم بهذه الأدوات الجديدة، وتدربهم على استخدامها، كي يتعرفوا على وظائفها، وكيف يمكن أن تستخدم بشكل ايجابي او كيف يساء استخدامها، بالإضافة الى توعية الآباء بضرورة احترام المشاعر والقيم الدينية، وعدم التفريط بها في اثناء استخدام (الانترنت) والفضائيات وتوجيههم للقيام بأدوارهم في الإشراف على أبنائهم، ومواصلة الدعوة الى الفضيلة ونشر القيم الدينية، وتنمية هذه القيم في نفوس الشباب والاطفال وبين افراد المجتمع، حتى يبقى المجتمع متماسكاً قوياً قادراً على مواجهة الاخطار، وكذا التوعية بأهمية المحافظة على الشخصية العربية الإسلامية الأصيلة في مواجهة التيارات والقيم الوافدة.وأوصت الدراسة بأن يستمر الأهل في تقديم التوجيه لأبنائهم في مجال مشاهدة الفضائيات واستخدام شبكات (الانترنت)، واتفاق الأهل مع أبنائهم على المواقع التي يسمح بالدخول اليها على شبكات (الانترنت)، وان تحدد أهداف الاستخدام ومدته وفترته، كما يتفق الأهل مع أبنائهم على خطط معينة لمشاهدة الفضائيات تتحدد فيها البرامج المطلوبة ومدة المشاهدة ووقتها، ومناقشتهم لأبنائهم فيما يشاهدون، وأن يعقدوا معهم جلسات توعية لمناقشة الأفكار ووجهات النظر.
وحثت الدراسة على أهمية تعاون الأهالي مع المعلمين في توجيه الأبناء الى البرامج التربوية الملائمة وتحديد المدة الملائمة لمشاهدتها، والسماح للأهل لأطفالهم بمشاهدة الفضائيات واستخدام (الانترنت) في مكان بالمنزل، وكذا مطالبة الجهات المعنية بدراسة أسباب عزوف الطلبة عن متابعة الأخبار السياسية في الفضائيات المحلية.
واستعرضت الدراسة التأثيرات السلبية الكامنة في استخدام الشباب والأطفال لشبكات (الانترنت) أو من مشاهدتهم للأقنية التليفزيونية الفضائية، وأيضاً التأثيرات السيكولوجية، والأخلاقية، والجنسية، والعنف، والإجرامية، كما تناولت الدراسة الاتجاهات الدولية للحماية في عصر العولمة، مستعرضة الإجراءات المتخذة من الكثير من الجهات ذات العلاقة في هذا الشأن، كما اوردت الدراسة القواعد التربوية في التعامل مع الأطفال في عصر (الانترنت) والفضائيات.
وأكدت الدراسة على أن المراقبة والمتابعة والمنع للتعامل مع (الإنترنت) والفضائيات هي وسائل اضافية وليست أساسية، وتتنوع هذه الوسائل في مجال (الانترنت) والفضائيات لتشمل المحافظة على القوانين والتشفير والحماية والتقنية، كما استعرضت الدراسة بعض أساليب ووسائل جرائم (الانترنت)، الا ان الدراسة شددت على أهمية دور الآباء في حماية أبنائهم من اخطار (الانترنت) والفضائيات، مبينة في هذا السياق الأسس والمبادئ ودور الآباء في توعية أبنائهم.
وأبرزت الدراسة دور المؤسسات التربوية التي يتكامل دورها مع دور الأسرة في كثير من المواقف، حيث يتحدد دور المدرسة في توجيه الطلبة عن طريق إقامة علاقات عمل مع أولياء أمور الطلبة، والتنسيق معهم بشأن القضايا التي تهم أبناءهم، وكذا تحديد المخاطر والاضرار المتضمنة في استخدامات (الانترنت) والفضائيات ووضع لوائح بهذه الاخطار ويمكن لهذه المؤسسة التربوية القيام بإرشاد الاطفال الى الأسس الاخلاقية لاستخدامات (الانترنت) بما في ذلك احترام الحقوق وعدم مهاجمة او اقتحام مواقع الآخرين او إرسال رسائل تهديد أو تضليل لهم، وايضا يمكنها وضع قائمة بالمواقع الاخلاقية الملائمة والمواقع غير الاخلاقية وشرح مخاطرها واضرارها، الى جانب دعوة الاطفال الى الابلاغ عن أية مواقع سلبية أو عن أية اخطار او تهديدات واجهوها في اثناء استخدامهم مع توجيه الاطفال الى عدم الإفراط في استخدام (الانترنت) والفضائيات، وتنظيم اوقات خاصة للإفادة من هذه الاجهزة بدلاً من استهلاك الوقت المخصص للدراسة والحياة الاجتماعية.
وأبانت الدراسة أن المؤسسة الإعلامية (تلفاز، إذاعة، صحافة) رسالة مهمة يمكنها من خلالها متمثلة في القيام بأدوار ايجابية في مجال توفير بيئة آمنة لاستخدام تقنية الاتصال والمعلومات.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved