Friday 10th September,200411670العددالجمعة 25 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "أفاق اسلامية"

نائب رئيس الجمعية الخيرية للتحفيظ بمنطقة عسير: نائب رئيس الجمعية الخيرية للتحفيظ بمنطقة عسير:
نتحدى أن يوجد مَن تربّى على القرآن ثم كان من الغلاة أو المتطرفين

تكثف الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة عسير تقديم جهودها ومناشطها لطلبتها وطالباتها البالغ عددهم 32.363 طالبا وطالبة، منهم 7.829 طالبة، ويبلغ عدد حلق الجمعية 1.562 حلقة للبنين والبنات، منها 304 حلقات للبنات.
صرح بذلك نائب رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمنطقة عسير الشيخ محمد بن محمد البشري، وعزا عجز جمعيات القرآن عن الوفاء بما يتطلب منها وحدوث قصور في بعض المسؤوليات الملقاة على عاتقها إلى افتقارها إلى مصدر مالي يدر عليها دوماً، وقلة التبرعات والهبات الواردة إليها من المحسنين وأهل البر.
وأكد فضيلة الشيخ محمد البشري في حديث له انه من خلال التجربة ومحاكاة الواقع نرى أنه لا داعي أبداً لتخوف بعض الآباء والأمهات أيام الاختبارات أو غيرها من تواجد أولادهم وانتظامهم في حلقات التحفيظ، حيث إن الواقع يشهد والحق يتكلم بأن المحافظين على الحضور في الحلقات حتى أيام الاختبارات هم الأوائل في مدارسهم وجامعاتهم وهم الأوائل المتفوقون في حلقاتهم، بل وفي المجالس والمناسبات، فقد حفظهم الله بحفظه ورعايته، وأعلى شأنهم، وجعل لهم القبول في الأرض، وذكرهم في السماء، وهذا لحفظهم كتاب الله تعالى وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (احفظ الله يحفظك) ، وأيضا قد أحبوا كتاب الله فأحبهم الله ومن أحبه الله كما ورد في الحديث: نادي يا جبريل لي أحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل، ثم يؤمر بالنداء في الملأ الأعلى كله أن الله أحب فلانا فأحبوه فيحبه هل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وغير ذلك كثير بل وهم المعنيون بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) ، وبقوله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ}، ويباهي بهم الله ملائكته كما ورد في الحديث: (ما جلس قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب يتدارسونه بينهم إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده) .
وبشر نائب رئيس جمعية تحفيظ عسير الآباء والأمهات الذين يدفعون بأولادهم الى الحلقات بأن حرصهم وانتظامهم سيكون سبباً في تفوقهم في جميع شؤون حياتهم الدراسية والاجتماعية وغيرها مشيراً إلى أنه لا ينبغي أن ينخدع الطلاب وأولياؤهم بما يمليه الشيطان عليهم من تعارض دراسة القرآن الكريم في الحلقات مع دراستهم النظامية في المدارس ومع ما يطمحون إليه من التفوق العلمي والواقع يشهد بأن العلاقة كبيرة بين الحفاظ والتفوق العلمي لان كل حافظ متفوق وكيف لا وبالقرآن يهتدي الطالب إلى أقوم الطرق وينمو فكره وعقله ويزداد ذكاؤه وتقوى ذاكرته ويبارك له في وقته، فمثلا: الدروس التي كانت تحتاج في فهمها إلى الساعة من الزمن قل أن يكون ضمن طلاب الحلقات.
وأكد البشري أن القرآن الكريم - بإذن الله تعالى - سبب للتقوى، وقد قال تعالى: {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} وقوله تعالى: {وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ}، ولذلك سيفتح الله عليه أبواب العلم والفهم والادراك أكثر من غيره وبحسب درجة حرصه وحبه للقرآن الكريم سيكون الفتح والتيسير والتفوق في جميع مجالات الحياة بإذن الله تعالى.
واستعرض في معرض حديثه الصفات التي ينبغي أن يتصف بها المعلم وهي: الاخلاص، والاحتساب، ومعرفة قدر رسالته التي يقوم بها، وحبه لعلمه وحرصه عليه وفرحه بطلابه، وقدرته العلمية حفظاً وتجويداً وتلاوة وتلقيناً واتقاناً لمخارج الحروف وصفاتها، وقدرته التربوية وتمتعه بمعرفة أسلوب الترغيب وترتيب وجذب الطلاب اليه، وعلاج ما يقابله من مشكلات وتذليل ما يفاجئه من عقبات، واتصافه بالأخلاق الفاضلة والسلوك الحسن والهيئة التي تضفي عليه الوقار وتدعو الآخرين إلى حبه ومهابته فيكون قدوة حسنة لكل من يراه من الطلاب، وغيرهم.
وعلى صعيد آخر حذر الشيخ البشري من أعداء الدين الإسلامي الذين ما زالوا يتربصون بديننا الحنيف عامة في جميع مجالاته وخاصة مصدر الدين، القرآن الكريم، والسنة النبوية، وعلماء الأمة، وهذا الصراع أزلي وباقٍ إلى يوم الدين، وهذه سنة الله ماضية لا محالة، ولكن واجبنا نحن المسلمين أن يكون على وعي تام وإدراك حقيقة الأعداء وكيدهم ومكرهم وتربصهم المستمر لنا وسهرهم الطويل لهدم وتدمير الإسلام وأهله، وكل ذلك عن طريق الدعاية الضالة المضللة ضد القرآن الكريم وأهله وضد جميع المؤسسات التي تقوم على خدمة كتاب الله تعالى وسنة رسول صلى الله عليه وسلم ومنها الجامعات الشرعية، والمعاهد العلمية، والمدارس، وخاصة المهتمين بتحفيظ القرآن الكريم، وعلى رأسهم جمعيات تحفيظ القرآن، ثم يتهمون هذه المؤسسات المباركة بالغلو والتطرف وكل ذلك محض وافتراء، لأنه في الحقيقة لا يتصف بذلك غالباً إلا الجهلاء الذين يجهلون مقاصد القرآن.
وأكد فضيلته - في السياق نفسه - أن الواقع يشهد أن أهل القرآن هم أهل الحكمة والرأي وأصحاب العقول الناضجة والفهم الصحيح والوسطية في كل الأمور لا إفراط عندهم ولا تفريط، مبينا للجميع أننا في الجمعيات الخيرية نتحدى أن يوجد من تربى على القرآن وفهم معانيه وفقه سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم بعد ذلك كان من الغلاة، أو المتطرفين ولكنها دعوى كاذبة وإشاعة مغرضة يطلقها أعداء الإسلام ويتهمون بها أهل القرآن مكراً منهم وحسداً من عند أنفسهم وقصداً لصرف المسلمين عن دينهم وكاتبهم، ولكن ليعلم هؤلاء جميعاً أننا نحن أهل القرآن على يقظة من ذلك وفهم لما يدور في العالم حولنا ولن تزيدنا الدعايات الباطلة والاشاعات المغرضة إلا تمسكاً بكتاب الله تعالى ففيه العصمة وفيه النجاة، كما قال سبحانه وتعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ}، وكما قال صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً كتاب الله وسنتي) .
وأوضح أن غالبية الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم لم تستطع الاستفادة من تقنية الاتصالات الحديثة حتى الآن إلا بنسبة ضعيفة وبعضها لم يفكر في ذلك أصلاً، وذلك لأن الامكانات المادية والفنية والكوادر المتخصصة غير متوفرة، ورأى أن تتبنى هذه الفكرة الأمانة العامة للجمعيات أو غيرها من الجهات العليا المسؤولة التي تستطيع - بإذن الله تعالى - أن تدرس الموضوع بشكل واسع ونافع، ثم تعمم الفكرة والطريقة المثلى على جميع الجمعيات مع امداداتها، والشرح الوافي للاستفادة من ذلك ولو تخصصت لجنة في ذلك، ثم قامت بزيارة الجمعيات في مواقعها بعد التنسيق معها وتحضير ما تردد لأمكن بإذن الله تعالى الاستفادة من ذلك بشكل جيد.
وقال فضيلته: إن الخريجين الذين منّ الله عليهم بحفظ القرآن الكريم ولم يجدوا بعد تخرجهم من يقوم على رعايتهم وتوجيههم والاستفادة منهم، وخاصة أن أكثرهم صغار السن وفي مرحلة تحتاج إلى رعاية وعناية كبيرة، ولذلك فإني أرى أن ينشأ معهد لاعداد المعلمين التربويين للقرآن الكريم حتى لا يتفلت منهم، وتخصيص منهج الحفاظ في التفسير والحديث والعلوم الشرعية، وغيرها، وتكثيفهم بتحفيظ القرآن غيرهم مقابل مكافأة مجزية، وتوظيفهم في المجالات المناسبة كإمامة المساجد والاستفادة منهم في إمامة المصلين في صلاة التراويح لقاء مكافأة مناسبة، وكذا منحهم مكافأة شهرية طيلة مدة دراستهم في المعهد، سنتان مثلا، أو أكثر وتربيتهم تربية إسلامية صحيحة على أيدي الدعاة المخلصين وذلك بالمنهج الصحيح والأفكار المعتدلة مع توجيههم التوجيه المناسبة ليكونوا رجالا تربويين على مستوى المسؤولية بعد ذلك، ومن ثم يستفاد منهم للتصدي ضد كل التيارات الضالة الفاسدة والسلوكيات المنحرفة، كما يُفرض على الجمعيات استقبال هؤلاء وإسناد بعض المهمات المناسبة لهم مقابل مكافآت مجزية تمنحها لهم وزارة الشؤون الاسلامية والأوقاف والدعوة والارشاد أو غيرها.
وأكد الشيخ محمد البشري على أهمية مسؤولية الآباء والأمهات وأولياء الأمور في ضرورة متابعة الولد منذ نعومة أظفاره حتى طفولته ومراحل عمره، وحثه دائما على متابعة الحفظ، وتشجيعه، وبذل ما يملكون في سبيل ذلك، كما أكد على أهمية رسالة المدرسين والمربين والمحبين والأصدقاء والجيران في هذا الشأن فإن لكلمتهم أثرا عظيما على أمثال هؤلاء، مذكراً إياهم بقول الله تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} وقوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved