Friday 10th September,200411670العددالجمعة 25 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "أفاق اسلامية"

محذراً من مخاطر فوضى الإفتاء.. الشيخ.. مفتي موريتانيا لـ «الجزيرة »: محذراً من مخاطر فوضى الإفتاء.. الشيخ.. مفتي موريتانيا لـ «الجزيرة »:
التجرؤ على الإفتاء دون توافر شروطه حرام شرعاً

* الجزيرة - خاص:
حمل فضيلة الشيخ أحمد المرابط الشنقيطي مفتي جمهورية موريتانيا علماء الأمة الإسلامية مسؤولية مواجهة الأفكار المتطرفة والآراء التي تطلقها بعض الجماعات المتطرفة والتي تسيء بجهلها إلى الإسلام، وتفتح الأبواب لارتكاب أعمال إرهابية تهدد أمن واستقرار المجتمعات الإسلامية، وفي الوقت ذاته تمنح أعداء الإسلام فرصة تشويه صورة الشريعة والتنفير منها.
وحذر فضيلة الشيخ المرابط في حديث ل(الجزيرة) من فوضى الإفتاء، وتصدي بعض الجهال وقليلي العلم للفتوى، وما يترتب على ذلك من مفاسد، مؤكداً على مسؤولية المجتمع الإسلامي بأسره ولا سيما المؤسسات الإسلامية والحكومية والأهلية، وكذلك وسائل الإعلام في الدول الإسلامية في إزالة ما علق في أذهان غير المسلمين من صور مغلوطة وأباطيل، بسبب الأعمال غير المسؤولة التي اقترفها بعض المحسوبين على الإسلام.. وفيما يلي نص اللقاء:
* بداية نسأل كيف يمكن إزالة ما علق في أذهان غير المسلمين من مفاهيم خاطئة وصور مشوهة حول الإسلام منذ أحداث 11 سبتمبر الشهيرة وما تلاها من أعمال وتداعيات وما الدور المناط بالجمعيات والهيئات والمؤسسات الإسلامية في تلك الدول في ذلك؟
- إزالة ما علق بأذهان غير المسلمين من أباطيل ومغالطات حول الإسلام بسبب تلك الأحداث يكون بأن نوضح لهم أن دين الإسلام دين عدل وإحسان لا دين جور وعدوان، دين يقوم على درء المفاسد وجلب المصالح والاتصاف بمكارم الأخلاق ومحاسن العادات وأن ما كان على خلاف ذلك فالإسلام منه بريء، وهذا هو الدور المنوط بالأفراد والجمعيات والهيئات والمؤسسات الإسلامية ووزارات الإعلام في الدول الإسلامية.
* لكن العديد من الدول الإسلامية تعرضت خلال السنتين الأخيرتين لمجموعة من الأعمال الإجرامية والمخططات الإرهابية ارتكبها بعض أبناء المسلمين الذين ابتعدوا عن جادة الحق والصواب، ما هي في نظركم الأسباب التي أدت بهم إلى هذا الانحراف؟
- نقول إن مثل هذه الأعمال غير شرعية فكيف يقدم المسلم على قتل أخيه المسلم بغير حق؟ والله تعالى يقول: {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} بل كيف يقدم مسلم على زعزعة أمن واستقرار إخوته المسلمين بغير حق والله تعالى يقول: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} وأين هؤلاء المرتكبون لتلك التفجيرات من قوله تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} ومن قوله -صلى الله عليه وسلم- حسب ما رواه البخاري وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه من قوله - صلى الله عليه وسلم-:(لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تقاطعوا ولا تباغضوا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يكذبه ولا يخذله ولا يحقره التقوى ها هنا (ويشير إلى صدره ثلاث مرات) بحسب أمرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه).
* كيف إذن نعالج هذه الأفكار المتطرفة، وما الدور المناط بالعلماء والدعاة وطلبة العلم في هذا الشأن؟
- إن المعالجة الموضوعية تكون بالتوعية والتوجيه والإرشاد بالحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن عملاً بمقتضى قوله تعالى: {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} وهذا الدور منوط بالعلماء والدعاة وطلبة العلم المتمكنين.
* انتشرت في بعض الدول العربية والإسلامية في السنوات القليلة الماضية ظاهرة يمكن أن نسميها فوضى الإفتاء، حتى أصبح قليلو العلم يفتون في كل ما يعرض عليهم دون أن يكون لديهم الحجة الشرعية في ذلك من الكتاب والسنة وأهل العلم الراسخين.. فكيف يمكن ضبط الفتوى بين المسلمين؟
- إن الإفتاء ممن لم تتوفر فيهم شروطه حرام كتاباً وسنة وإجماعاً قال تعالى: {وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ} وقال تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} وقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} وقال - صلى الله عليه وسلم- (من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار).
ولقد أحسن الشاعر الحكيم إذ يقول:


إذا ما قتلت الشيء علماً فقل به
ولا تقل الأمر الذي أنت جاهله
فمن كان يهوى أن يرى متصدراً
ويكره لا أدري أصيبت مقاتله

فلابد للمفتي من أن يكون على علم بحكم ما استفتي عنه من المسائل وأن يكون على فقه بواقعها. أما تنظيم وضبط الفتوى فهو أمر متحقق بالفعل من خلال هيئات الإفتاء والتي يقوم عليها خيرة العلماء إلا أن بعض المتجرئين على الفتوى هم السبب في حدوث تجاوزات في هذا الشأن.
* ظهرت في الآونة الأخيرة في بعض البلدان ظاهرة ما يسمى ب (زواج فريند).. وهي أن يتم الزواج بين رجل وأمرأة بعقد نكاح صحيح شرعاً، شرط أن لا يكون لهم منزل أو مكان معين يقيمون فيه، وكل واحد منهم يعيش مع أهله، وعند رغبتهما في الالتقاء فبإمكانهما الخروج مع بعض لقضاء الحاجة.. ما موقف الشرع من هذا؟
- إن عقد النكاح إذا اشترط فيه أن لا يكون للزوجين سكن ولا مكان مخصوص يقيمان فيه فهو شرط يناقض العقد وهو باطل الحديث: (كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل) ومن أهل العلم من يرى فساد النكاح إذا اشترط في العقد شرط يناقض المقصود، والله أعلم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved