في لقاء خاص مع (شواطئ )
الدخيل يروي قصة وصول ابنه للترتيب الأول على مستوى المملكة

* بريدة -سلطان المهوس - خاص شواطىء:
ما أجمل أن يحصد الإنسان ثمن جهده ورعايته وعمله وما أروع أن يكون الحصاد نجاحاً باهراً سيظل في ذاكرة التاريخ محفوراً إلى الأبد.
استاذ نظم المعلومات الجغرافية بجامعة القصيم عبد الرحمن الدخيل يحكي لشواطىء قصة تحول ابنه زكريا من قائمة متوسطي الأداء التعليمي إلى قمة المجد والتميز حيث الوصول إلى الترتيب الأول على مستوى المملكة في اختبارات الثانوية العامة لهذا العام قسم العلوم الشرعية.
قصة تستحق أن تكون نبراساً لكل ولي أمر يسعى لايصال ابنه للتفوق فتعالوا نقرأ قصة التفوق المذهل لزكريا بن عبدالرحمن الدخيل على لسان والده..
في بلاد الغربة
في ولاية كولورادو بأمريكا وتحديداً في مدينة كالينز درس ابني زكريا مدة ست سنوات متنقلاً بين مدرسة عمر بن الخطاب التابعة للسفارة السعودية ومدرسة يولتنر التابعة للتعليم الأمريكي وكنت أحضر للماجستير في نظم المعلومات الجغرافية مبتعثاً من قبل جامعة الامام محمد بن سعود بالقصيم (جامعة القصيم حالياً) وبالرغم من عدم تفرغي التام للعائلة الا انني كنت حريصاً على تفوقهم الدراسي.
الوطن والمعاناة
بعد حصولي على الماجستير عدت للوطن ودرس ابني في احدى الثانويات في مدينة بريدة ولم يكن مستواه جيداً لأنه لم يختر الرفقة الصالحة ونجح للصف الثاني ثانوي بصعوبة واختار قسم العلوم الشرعية لأنه الاسهل وعارض رغبتي في الدخول لقسم العلوم الطبيعية ونجح بصعوبة بالغة للصف الثالث ثانوي.
الأصدقاء هم السبب
كان زكريا غير مبال في دراسته نظراً لعدم اختياره الأصدقاء الذين يعينونه على التفوق بل اختار اصدقاء غير مبالين ولم اتعود طوال حياتي استخدام القسوة مع ابنائي ولا ارفع الصوت عليهم بل اناقشهم وأحاول اقناعهم بالطرق الحضارية التربوية.
وبعد وصول زكريا للصف الثالث ثانوي قررت أن انقله إلى مدرسة أخرى فسجلته في ثانوية الشيخ عبدالله بن حميد ببريدة حيث تغير عليه المناخ المدرسي وكذلك الاصدقاء وطاقم التدريس ومع الأيام تغير سلوك ابني وأصبح ملتزماً محافظاً على واجباته الدينية أكثر وواجباته المدرسية ايضاً وكنت اتوقع له التفوق لأنه ذكي وسريع الحفظ ولأنه وجد مناخاً مدرسياً متميزاً.
مكافأة
قبل الامتحانات وعدت ابني بمكافأة مالية كبيرة ان حصل على الترتيب الأول على مستوى المملكة وأقل ان حصل على الترتيب الأول على مستوى القصيم وأقل على مستوى مدرسته وكان لدي شعور كبير بأنه سيكون من الأوائل على مستوى المملكة والحمد لله ان وفقه ليحصل على الترتيب الأول وهذا فخر لي وفخر لمدينتي الحبيبة بريدة مدينة العلم والعلماء والمشايخ.
رسالتي للمعلمين
أقول لكل معلم إن بناء جسر من الثقة بينك وبين تلاميذك يجعلهم يتقبلون التعليم ويتحمسون لأجله ولابد من زراعة الثقة داخل الطالب وإعطائهم مساحة من الحرية للتعبير عن مواهبهم وآرائهم وللأسف ما يحصل حالياً هو وجود حاجز كبير بين الطالب والمعلم وهذا ليس في صالح التعليم اطلاقاً فالمناخ التعليمي المميز هو المناخ الحر المفجر للطاقات الذهنية والعلمية وليس المناخ المكبوت ولابد للمعلم أيضاً ان يحترم مشاعر طلابه ويحرص على عدم جرح كرامتهم والتقليل منهم لأن ذلك ينعكس على ادائهم الدراسي حتى نستطيع اخراج جيل سعودي متفوق.
لقطات
* والدة زكريا ساهمت في تفوق ابنها وسهرت كثيراً على راحته.
* زكريا حضر اللقاء وكشف عن أن الالتزام فتح له أبواب الخير والتفوق.
* اختار زكريا الدخول لقسم اللغة الانجليزية لبراعته بها حيث امضى ست سنوات في امريكا مع والده.
* الضيف له تسعة ابناء هم فهد وحمود وزكريا وسلمى ويزيد واسماء والحسن ومعاذ ونجلاء وكلهم من المتفوقين.
* شكر الضيف كل من زملائه في امريكا الدكتور احمد العبودي وعبدالله الفراج ومحمد الوابل وعبدالله الصالحي وعمر ابو هاشم لمواقفهم المميزة معه.
* شكر خاص من الضيف لمدير التربية والتعليم بالقصيم الاستاذ صالح التويجري ومدير ثانوية الشيخ عبدالله بن حميد الاستاذ احمد الثويني وجميع المدرسين بالمدرسة.