شاطئ
الوعد (بكرة) يا (عيال) الدش..!!
عبدالله الكثيري

ثلاثة أشهر هي إجازة الطلبة والطالبات، كانت بمثابة الثلاث السنوات عند أولياء الأمور وأنا أحدهم!
صيف حامي الوطيس، صيف ملتهب، صيف مكفهر، على من لم يحالفه (الحظ) بالسفر!!
(الباقون) هنا وحدهم هم من عاشوا الصيف هذا العام (صيفين)!
صيفاً بحرِّه، وغباره، وسمومه، وطوله، و(ضيقة) صدره، وصيفاً آخر فرضه الأبناء علينا (غصباً) عن أنوفنا!!
لقد حوَّلوا (نهارنا) إلى ليل وحوَّلوا ليلنا إلى نهار..!
إنهم لا ينامون إلا الساعة التاسعة صباحاً بعد مسامرة طويلة مع (القنوات) ولا يصحون إلا بعد غروب الشمس!
يفطرون الساعة السابعة مساء ويتغدون الساعة الواحدة ليلاً ويتعشون أثناء شروق الشمس، أما نحن الآباء والأمهات فلا يأتينا إلا الصراخ والإزعاج والنكد لدرجة أنني قلت ذات يوم ليت (الدراسة) طوال العام لنتخلص من هذا العبث الذي فرضوه علينا رغماً عنا!
وحين تسأل أحدهم لماذا السهر؟! يقول وبكل استهتار ما لي ومال الشمس والحر وما دام أني في إجازة ليش أصحو في النهار أنا أبغى أقلب (الحكاية): أسهر في الليل وأنام في النهار وكل ذلك بسبب الحر..!!
(المشكلة) أن بعض الآباء يحتجون على شركة الكهرباء وفواتيرها الباهظة في الصيف وهم لا يدرون أن السبب يعود إلى أبنائهم الذين لا يطفئون (المكيِّفات) لمدة ثلاثة أشهر متواصلة!
اعذر هنا الذين سافروا فربما تغيَّرت عليهم الأجواء وفارق التوقيت ونوعية الترفيه، أما الباقون فهم الذين (تدبسوا) بالنظام الإجباري الجديد الذي فرضه أبناؤهم في الصيف، ولكن الذي يشفي الغليل ويهوِّن المسألة هو أن (المدرسة) صباح الغد في انتظارهم وكأني أراهم (يطوِّفون) اليوم الأول، بل الأسبوع الأول أو يأتون إلى المدرسة بدون نفس متثاقلي الخطى وكل ما أقول (خلوا) السهر والصيف ينفعكم يا عيال (الدش).. والله يحيي المدارس وليت كل أيامنا دراسة (علشان نفتك من سهركم)!!