* بغداد - د.حميد عبد الله:
بلغ عدد علماء الذرة العراقيين الذين اغتيلوا منذ بدء الاحتلال الأمريكي للعراق وحتى يوم الثامن من شهر أغسطس الجاري 16 عالماً.
وكان آخر من قتل من هؤلاء هو الدكتور محمد الطالقاني الذي قتله ملثمون في منطقة مثلث الموت قرب المحمودية من غير أن تعثر الشرطة على أي خيط للجريمة، حيث سجلت ضد مجهول كسابقتها. وقالت مصادر أكاديمية وعلمية في بغداد :إن استهداف علماء الذرة في العراق ليس عملاً عشوائياً ولم يكن نتاج الفوضى والانفلات الأمني فحسب، بل هو مخطط مدروس تضطلع به جهات دولية لها مصلحة في تصفية العقول العلمية العراقية، مضيفة أن كل مستلزمات نجاح عملية الاغتيال تدرس وتوفر للمنفذين من حيث رصد الضحية ومتابعته ونصب الكمين له في الوقت المناسب ورصد المكافأة المناسبة للجناة.
وأشارت المصادر إلى أن الكثير من علماء الذرة العراقيين غادروا العراق وعمل بعضهم في مؤسسات نووية في دول الجوار، فيما عمل آخرون في التجارة اما من بقي منهم في داخل العراق فقد غيّروا أماكن سكنهم وطبيعة مهنهم، بل إن بعضهم ذهب إلى أكثر من ذلك فلجأ إلى تغيير ملامح وجهه بغية التخفي والتنكر خشية من التصفية التي لا تجد لها الأوساط العلمية أي تفسير سوى القضاء على القدرات العلمية للعراق بهدف تجهيله وإعادته إلى الوراء.
ويذكر أن أهم وأبرز علماء الذرة العراقيين قد هربوا من العراق أو قتلوا بداخلها بدءاً من حسين الشهرستاني الذي رفض التعاون مع صدام في مشروعه النووي العسكري فاودعه سجن أبو غريب لمدة عشر سنوات وتمكن أثناء حرب الخليج الثانية عام 1991م من الفرار إلى خارج العراق، اما أبو القنبلة النووية العرقية جعفر ضياء جعفر فقد سلّم نفسه للقوات الأمريكية بعد فترة قصيرة على احتلال العراق ثم أفرج عنه وغادر العراق.
|