Friday 10th September,200411670العددالجمعة 25 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

بعد كلمة ولي العهد ماذا سيفعل التربويون؟! بعد كلمة ولي العهد ماذا سيفعل التربويون؟!
فهد الحوشاني

بعد لقائه بمسؤولي وزارة التربية والتعليم يوم الأحد الماضي قال سمو ولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - إنه يريد أن يتم (غرس حب الوطن في قلوب الطلاب) بهذه الجملة لخص سموه- حفظه الله- ما يريده من رجال التربية والتعليم في مثل هذه الظروف التي تمر بها المملكة، فالجهود المبذولة من قِبل المسئولين والمدارس مازالت تعتمد على اجتهادات متفرقة في مسألة غرس القيم الوطنية ليس هناك منهج واضح يحقق الأهداف المطلوبة، فالتعاميم التي ترسل عبر البريد الإلكتروني بعضها يتوه في غياهب الشبكة الإلكترونية وما يصل منها يخضع تنفيذه لحماس المدير والمعلم الذي بالتأكيد أنه يختلف من مدرسة إلى أخرى خاصة أن تلك التعاميم غير إلزامية أي لا يتم تقييم أداء المدرسة من خلالها!! ليس من الصواب ونحن في هذه المرحلة أن تبقى المسألة الوطنية فقرة في تعاميم عامة لم تعد ذات جدوى حقيقية في هذا الوقت بالذات الذي يجب أن نتخذ فيه خطوات عملية تقوم على التغيير الفعلي في البرنامج الدراسي للطالب! نحن كتربويين حتى الآن لم نقدم مشروعاً تربوياً وطنياً للطلاب في مدارسهم، لم نضع منهجاً تربوياً صحيحاً لتنمية هذا الجزء المهم في شخصية الطالب!
مادة التربية الوطنية هذه المادة (الملحقة) منذ سنوات لم تحقق الأهداف التي أقرت من أجلها وأصبحت عبئاً مدرسياً ثقيلاً يتهرب المعلمون من تدريسها والطلاب من تلقيها لاعتبارات أساسية! لقد حان الوقت لأن تقف وزارة التربية موقفاً جاداً مع هذه المادة، وتقوم بتقييم تجربتها خلال بضع السنوات التي طبقت فيها، فحلاوة وجاذبية اسمها يجب ألا يشفع لها بالبقاء إذا كانت غير مجدية، بالنسبة لتغذية الروح الوطنية لدى الطلاب هناك شاهد يطل علينا كل عام وهو الآن قريب جداً أنه اليوم الوطني فهو يكشف أوراقنا التربوية الوطنية عندما يمر أمام أبواب الكثير من المدارس فيجدها موصدة أمامه مع أن المدرسة هي المكان الوحيد المؤهل للاحتفاء به كما يستحق فليس مكانه المقالات على صفحات الصحف أو برامج حوارية مباشرة على شاشة التلفزيون فقط لأن تلك لاتصل لشريحة يجب أن تكون مستهدفة ألا وهي الطلاب والطالبات لتنمية حب الوطن والحفاظ على مكتسباته.
كلمة ولي العهد يجب أن نرسم من خلالها مساراً جديداً لكيفية تعاملنا مع قضيتنا الوطنية وكيفية أن نجعلها غذاءً يومياً يتناوله الطلاب في مدارسهم ولعلَّ المسئولين في التربية الذين سمعوا هذه الكلمة المخلصة من رجل ثمّن جهودهم إلا أنه وضع يده على الداء الذي نعاني منه منذ زمن ولم يكن أحد قادراً على اكتشافه إلا أن ولي العهد قال: سمعت منكم مطالب ولم اسمع (غرس) حب الوطن في أبنائكم.. غرس حب الوطن هذا الهدف الأعلى للعملية التربوية، وهذا الهدف الاستراتيجي يجب أن توضع له خطة تربوية على أعلى المستويات فلنخفف من تلقين الطلاب بالمعلومات الجافة ولنغرس فيهم السلوكيات والمهارات التربوية التي يتلقونها عملياً وليكن في مقدمتها تلك السلوكيات التي تعزز المواطنة الصالحة.
وبالرغم مما أصاب الوطن من ألمٍ ووجع بسبب الإرهاب الذي بدأت تضعف شوكته بإذن الله, فلم نجد أن شيئاً تغير على مستوى المدرسة لم تتأثر المدرسة كمؤسسة تربوية بما حدث ولم تتداع معه إيجابياً لصالح الوطن وظلت وزارة التربية فقط توجّه المدارس ببعض التعاميم والمشروعات التي تحمل مضامين وطنية وأهدافاً طموحة ولكنها لا تترجم في المدارس لأنه لا يوجد لها حيزٌ من الوقت لترجمتها ولا الشخص المؤهل الذي يتصدى لتنفيذها، لذا فكثير من التعاميم والتوجهات الإدارية تصطدم بالواقع المدرسي الرتيب الذي لا يفتح الأبواب للتجديد والتطور والتغيير، فكل من في المدرسة قد ركن إلى حالة السكون التي تعوّد عليها، وما دامت وزارة التربية توجّه بتعاميم ليست ملزمة ولا تقوم بمتابعة تنفيذ تلك التعاميم فسيبقى الحال كما هو عليه.
وبعد هذه الكلمة التوجيهية من ولي العهد هل نرى على أرض الواقع تغيراً ملموساً على طريقة تعامل المدارس مع المسألة الوطنية وهل سنشاهد طلابنا يفتح لهم المجال للتغني بالوطن ومنجزاته وحبه بأسلوب غير أسلوب الاجتهادات المؤقتة التي تقوم بها (بعض) المدارس، أقترح أن تكون هذه الكلمة السامية محركاً ومنطلقاً لتشكيل لجان وطنية تبدأ منذ الآن لتعمل في وزارة التربية وبمشاركة بعض الجهات لتعزيز الجانب الوطني في أبنائنا ولو كان ذلك على حساب بعض المواد التي مع تطور الزمن أصبحت مجرد معلومات يستطيع الطالب أن يحصل عليها من هذا الأفق المتسع من المعرفة الذي يحيط بنا! ولكن حب الوطن هو كما قال سمو ولي العهد (غرس) يجب أن يقوم الكبار بري بذوره في قلوب رجال المستقبل! نحن التربويين يجب أن نعترف بتقصيرنا أولاً لنستطيع أن نبدأ الخطوة التالية!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved