في مثل هذا اليوم من عام 1876م صدرت صحيفة (الاهرام) كصحيفة يومية. وكانت هذه الجريدة التي أصدرها في البداية في مدينة الأسكندرية اللبنانيان سليم وبشارة تقلا قد صدرت كجريدة أسبوعية. وتعد صحيفة الأهرام أقدم صحيفة يومية عربية تصدر بانتظام حتى الآن وواحدة من أعرق صحف العالم. ويجمع المؤرخون على أن السر وراء استمرار هذه الجريدة في الصدور على مدى تلك السنوات رغم كل التطورات السياسية والاجتماعية التي شهدتها مصر على مدى تاريخ الجريدة من الاحتلال البريطاني إلى ثورة 1919م ومن الحرب العالمية الثانية إلى ثورة 1952م ومن عهد الرئيس عبد الناصر إلى عهد الرئيس حسني مبارك، يرجع إلى استراتيجية الحياد الإيجابي التي تبنتها وكذلك الاعتدال في المواقف. فهي لم تكن في يوم من الأيام صحيفة وطنية مناهضة للاحتلال البريطاني كما كان الحال مع (اللواء) التي أصدرها مصطفى كامل أو المصري أو البلاغ التي صدرت عن حزب الوفد. كما أنها لم تكن بوقا للاحتلال كما كان الحال مع المقطم والمقتطف اللتين أغلقتا بمجرد قيام ثورة 1952م.
فمع صدور الجريدة تعهد مؤسسها بعدم الخوض مطلقا في الشؤون السياسية، غير أنه لم يستطع الوفاء بهذا التعهد، وهو ما عرّضه للاصطدام مع السلطة. في عددها الأول دعت الجريدة (أصحاب الأقلام البليغة أن يزينوا من وقت لآخر الجريدة بما يسطرونه من بديع الكتابة والحكم والفوائد التي يستمتع بها كل ذي ذوق سليم)، ولم يمض وقت طويل حتى اجتذبت صفحات (الأهرام) كُتابا من ذوي الرأي كتبوا على صفحاتها، ومنهم الإمام محمد عبده الذي كان حينئذ أحد مجاوري الأزهر، وكتب في البدايات عن (التمدن البشري).
|