في حوار مع الأديب الراحل محمد حسين زيدان - رحمه الله - سُئل عن المشروع الذي فكر فيه ولم يتمكن من إنجازه فأجاب:
إنها ذكرياتي.. ذكرياتي التي لم أنهها، لأنني لم أجد من أملي عليه!!
وكان الزيدان يُفضِّل الإملاء.. ولهذا تأتي كتاباته وكأنه يتحدث.. وقد اعتدنا منه الأسلوب الجميل في كتاباته الأدبية وأحاديثه الاذاعية والتلفزيونية وأحببنا طريقته الفريدة الملفتة حين يقول: انظر إلى هذا الرجل!
وفي ذكرياته التي لم يكملها كان يرفض أن يُقحم نفسه متحدثاً عن شخصه ويرى الأنسب أن يتحدث عن المدينة المنورة مسقط رأسه وتاريخها فذكرياته كما وصفها: ليست مذكرات شخصية، وإنما هي ذكريات ليس فيها (الأنا) وإنما كلها ل(نحن)!
وقد اشتهر الزيدان بكثرة استخدامه لحرف الواو حتى لا يكاد يخلو مقال منها.. وقد سُئل عنها فقال: وتوالت الأسئلة من كثيرين ذواقين لجرس البيان مؤيدين يذوقون طعم البيان حين يكون الجرس رنيناً منغماً، وبعضهم لا ينكر ذلك إنما يتهمني بأني أتظرف حينما أبدأ في كثير مما أكتب بالواو.
يقول د. عبد الله الحيدري في كتابه (السيرة الذاتية في الأدب السعودي): إن أسلوب الزيدان يتميَّز بإشراق العبارة ووضوحها وجمالها.. يُذكِّرك بأساليب المجودين من كُتَّاب العربية في القديم والحديث من أمثال الجاحظ وأبي حيان التوحيدي وطه حسين والزيات والرافعي.
|