في زمن الحصار على بيروت.. ووسط أصوات الانفجارات كان محمود درويش يُعاني.. وهو يحاول مشاهدة مباراة في كأس العالم لكرة القدم بين البرازيل وإيطاليا نجمها الأول (باولو روسي) كتب يقول:
ونحن أيضاً نحب كرة القدم.. ونحن أيضاً يحق لنا أن نحب كرة القدم.. ويحق لنا أن ندخل المباراة.. لِمَ لا؟
لِمَ لا نخرج قليلاً من روتين الموت.. في أحد الملاجئ استطعنا استيراد الطاقة الكهربائية من بطارية سيارة.. وسرعان ما نقلنا.. (باولو روسي) إلى ما ليس فينا من فرح.
رجل لا يرى في الملعب إلا حيث ينبغي أن يُرى...
شيطان نحيل لا تراه إلا بعد تسجيل الهدف.. تماماً كالطائرة القاذفة لا تُرى إلا بعد انفجار أهدافها.. وحيث يكون (باولو روسي) يكون الجوول.. يكون الهتاف، ثم يختفي أو يتلاشى ليفتح مسارب الهواء من أجل قدميه المشغولتين بطهو الفرص وإنضاجها وإيصالها إلى أوج الرغبة المحققة.
لا تعرف ان كان يلعب الكرة أم يلعب الحب مع الشبكة.
كرة القدم..
ما هذا الجنون الساحر، القادر على إعلان هدفه من أجل المتعة البريئة؟
ما هذا الجنون القادر على تخفيف بطش الحرب..
وتعطيل الخوف ساعة ونصف الساعة.
كرة القدم حققت المعجزة، خلف الحصار، حين حرَّكت الحركة في شارع حسبناه مات من الخوف، ومن الضجر.
|