تلك المفردة الغامضة التي أنطق صمتها الألم.. تتحدث عن من أسدلت عليها الأيام شراع الغموض.. واكتحلت مآقيها بشوائب الندم.. وترقرقت فيها الدموع ثم انحدرت لتحكي فصول رواية تختفي أحداثها وراء صمتها الطويل.. تستمع لصهيل مأساتها.. وهو يرتل ابتهال عزاء يترجم مفردات لتماثيل إنسانية انتشلت بأنامل من حديد كل الغراس الذي ابتسم للضياء. لفضوا ذاتها المهترئة خارج حدود اهتماماتهم.. وهي ما زالت ترسم حلماً رمادياً يعانق ذلك الحلم الذي ترسمه الذكرى لتلك اليد الحانية التي كانت تصافح يدها تثبيتاً قبيل الوداع.. كانت تقرأ في أكفها حروف الأمل ما زالت تتجرع لوعة فراقه على مضض.. وتلمع في تلك الصورة أشلاء من ذكرى الصداقة التي خلفت وراءها امتعاضة أسى.. كانت خير فؤاد يتقد فيه حماسها الإيماني.. الذي كانت تنفث في خافقها خلاصته ثم استعارتها يد النسيان وتلاشت معالم ذاك الشموخ الذي كان يغذي كبرياءها.
|