لا شك أن برنامج (إضاءات) في قناة العربية الفضائية الذي يقدمه الإعلامي تركي الدخيل كل أسبوع برنامج جيد، وهو يناقش في كل مرة موضوعاً أو شخصية جدلية تستحوذ على اهتمام المشاهد. وهذا البرنامج قد استقطب مشاهدين كُثْراً بحكم أنه يهتم بالإثارة، سواء الشخصية المستضافة أو الموضوع محور المناقشة. ومشكلتنا في العالم العربي أن المشاهدين لا يجذبهم للإعلام بشتى وسائله سوى المواضيع المثيرة، وليست بالتحديد المفيدة، أو أن يكون الشخص المتحدث مثيراً في سكونه أو نشاطه، وهذا مما جعل إعلامنا يركز على الإثارة إذا كان يريد النجاح لبرامجه. الإعلامي تركي الدخيل يحمل ثقافة جيدة، لكنه ينتقي أوراقاً وأسئلة سلبية لضيفه؛ ليكون في النهاية هو المسيطر على المقابلة وهو فارسها، ويستخدم أسلوب الضغط منذ سؤاله الأول لضيفه، وقد لاحظت تذمُّر بعض ضيوفه من أسلوب مداخلاته أو حتى أسئلته التي تحمل أحياناً الاستهجان للضيف ولو بالإيماءات. وتذمُّر ضيوفه واضح للمشاهد ولو لم يفصحوا عنها، ولعل المشاهد الكريم يلاحظ اختلاف أسلوب الدخيل في مقابلته مع سمو الأمير خالد الفيصل عنها في مقابلة د. أحمد البغدادي ود. تركي الحمد. أنا أعتقد أن تركي الدخيل يحاول بذكاء مكشوف أن يفرض منطقاً معيناً أو رأياً على شخصيته التي يحاورها، وهدفه جذب انتباه المشاهد، وخاصة في الآراء المحافظة؛ ليكسب رضاه بصرف النظر عن صحتها ومنطقيتها من عدمها، كما يستخدم أسلوباً آخر كبتر حديث الضيف أو مقاطعته؛ لنقله إلى موضوع آخر قبل اكتمال الإجابة أو الفكرة التي يتحدث عنها الضيف. وأتساءل كمشاهد: هل هذا نقص خبرة أو هي سياسة البرنامج؟ وأعتقد جازماً أن هذا الأسلوب الذي ينتهجه مقدم البرنامج يثير غضب ضيوفه، ولكنهم حتى الآن يتبعون الكياسة معه.
في نظري أن المحاور الناجح هو الذي يقدِّم ضيفه بشكل مريح، مستخلصاً ما لديه من إجابات عن تساؤلاته، تاركاً حرية التعبير والتحليل عما لديه دونما تدخل ونقد أو إلغاء بعض الإجابات والآراء.
|