الإرهاب وما أدراك ما الإرهاب؟؟
هذه الكلمة أصبحت العنوان الرئيسي العالمي لجميع التصريحات و(المانشتات) العالمية فلا تجد نشرة أخبار تخلو منها ولا مقالاً إلا وتحشر فيه بمناسبة وبدون مناسبة!!
كما يفعل بعض الكتاب مؤملين أن يحضوا بلقب محلل سياسي أو خبير في الشؤون الجهادية أو ناشط سياسي عبر فضائنا العربي!! نعود للكلمة العالمية التي رغم تكرارها عالمياً إلا أنها لم تعرَّف ولم تحدد بأطر تحدد معناها وتفصلها عن المقاومة المشروعة، ولكن عندما تتابع مجريات الأحداث ومخاطر الإرهاب يتضح وبجلاء أن الإرهاب يعرف حسب الأهواء والمصالح العليا للدول الكبرى، فالإرهاب ليس القتل والعنف والسيارات المفخخة والعناصر المنتحرة، بل هناك إرهاب أشد وأخطر وهو الإرهاب الفكري والنفسي والتحريض السام وغيرها!!
أليس من الإنصاف عالمياً أن جميع من يقومون بهذه الأنواع والأشكال من الإرهاب أن يتصدروا القائمة السوداء الإرهابية العالمية؟ أعزائي القراء آمل أن تنغمسوا معي وهذه الدعوة للسباحين المهرة في بحر السياسة والمتابعة في الأسطر التالية وسوف تدركون أن الهوى والمصالح هي وحدها التي تعرف الإرهاب وتحدد أطره! فمثلاً ما الفرق بين أسامة بن لادن وسعد سقيم وليس فقيه، فكلاهما يحرض على الإرهاب والعنف والقتل والخروج على ولي الأمر وضرب الاستقرار الأمني فالأول محارب ومحاصر في جبال تورا بورا وثمن رقبته تغير حياة شعوب بأكملها، أما الثاني فهو يسرح ويمرح في شوارع عاصمة الضباب لندن دون رقيب أو حسيب بل على العكس يحظى بالحماية والدعم المادي والإعلامي، فيحق له إصدار الإذاعات الإصلاحية ليعمد إلى تحريض الشعوب على قياداتها وولاة أمرها بغية تحقيق مكاسب سياسية.
غريب هذا الداء العالمي فالدول تعاني منه وتحاربه مثل هذا البلد الطاهر الذي كان وما زال في طليعة الدول التي تواجهه وتجابهه ميدانياً وفكرياً ومن أوائل الدول التي دعت إلى محاربته قبل أن يستفحل كما يحصل الآن في صنع القرار الغربي تخرج بين حين وآخر تشكك في جدية الرياض في محاربة الإرهاب، وبين دول تستفيد منه بشكل مباشر أو غير مباشر، فمثلاً دولة كبريطانيا التي لا يُعرف لها سياسة ثابتة حيال الإرهاب فعسكرياً تحاربه وسياسياً تحمي وتأوي وتجنس رموزه، فهناك من يدافعون عن تنظيم القاعدة وخططها التدميرية في جميع أنحاء العالم بشكل علني عبر الفضائيات العربية والعالمية ولهم ارتباطات بالتنظيم فكرياً وميدانياً، ومع هذا وذاك تجد الحكومة البريطانية لا تحرك ساكناً في هذا الإرهاب الفكري الخطير! كم غريباً هذا العالم ولكن الذي ليس غريباً هو الهوى والمصالح العليا للدول الكبرى الرائدة في اللاديمقراطية واللاحقوق الإنسانية.
|