* الرياض - محمد العيدروس:
أنجزت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض إعداد المخطط الشامل لتطوير محور طريق الأمير عبدالله بن عبدالعزيز والذي يمثل احدى الخطوات التنفيذية ضمن أعمال المخطط الاستراتيجي الشامل لمدينة الرياض. وقد تم اعتماد التصميم النهائي الذي أعدته الهيئة لتطوير هذا الطريق واعتباره (المخطط العام الرئيسي) الذي يستند عليه في جميع الأعمال المستقبلية التي يجري تنفيذها في كامل الطريق.
يمتد محور طريق الأمير عبدالله بن عبدالعزيز من تقاطعه مع طريق الملك خالد عند جامعة الملك سعود غرباً إلى أن يصل إلى المركز الحضري الشرقي عند تقاطعه مع طريق الشيخ جابر الصباح شرقاً، ويبلغ طول المحور حوالي 24 كيلو مترا، وبعمق كيلو متر من الجانبين بمحاذاة الطريق.
ويتميز الطريق بسمات مميزة على مستوى المدينة، ويحتضن العديد من الأنشطة التجارية الرئيسية.
*****
الوضع الراهن
تبين من دراسة أجرتها الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض الشاملة لمحور طريق الأمير عبدالله بن عبدالعزيز أن الطريق يعاني من عدد من القضايا من أبرزها ضعف في الشكل العمراني للطريق حيث ان محور الطريق غير محدد الأطراف مع انخفاض في ارتفاعات المباني، وينبغي أن يتميز هذا المحور بعدد من الخصائص المتميزة على مستوى المدينة ويكون محدد الأطراف بارتفاعات واضحة. كذلك يشتمل الطريق في بعض اجزائه على ممرات غير مناسبة للمشاة والتي لم يتم ربطها بشكل جيد مع المناطق السكنية الداخلية على امتداد المحور.
كما يلاحظ ضعف في التصميم للارتدادات الأمامية للمحلات التجارية على الطريق. بالإضافة لوجود نقص في المساحات الخضراء وتنسيق المواقع الخاصة بأماكن التسوق للمشاة، ايضا وجود عدد كبير من المحلات التجارية على امتداد الطريق ذات أنشطة أحادية غير متجانسة.كما يعاني المحور من وجود تباين في حرم الطريق الحالي والذي يبلغ 45م، و60م، و80م في ثلاثة أجزاء مختلفة، ولا يفي الجزء الذي يبلغ عرضه 45 مترا والواقع ما بين طريق الأمير تركي بن عبدالعزيز الأول شرقا إلى طريق الملك خالد غرباً بالمتطلبات التصميمية للعناصر الرئيسية للطريق السريع.
التصور الشامل
لتصميم للطريق
اعتمدت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض وضع رؤية مستقبلية للطريق تحترم المحددات القائمة وتستجيب لمتطلبات النقل وقوى السوق المستقبلية المتوقعة.
وقد خلصت الدراسات التي اجرتها الهيئة إلى وضع مخطط شامل لتصميم كامل الطريق تأتي أبرز ملامحه في المحاور التالية:
النقل
تم تصميم الطريق ليصبح طريقاً سريعاً بثلاثة مسارات في كل اتجاه، مدعوماً بطريق للخدمة في كلا الجانبين، بعمق (3) أمتار، الطربق تحت مستوى طريق الخدمة وذلك بطول (8) كيلو مترات تقريبا يبدأ من طريق الأمير تركي بن عبدالعزيز الأول غرباً إلى طريق عثمان بن عفان شرقا ليشتمل على (13) نفقاً منها (3) أنفاق قائمة حالياً، وذلك لتخفيض التأثيرات البيئية والبصرية، وتعزيز سلامة الحركة المرورية فيه، بالإضافة الى تيسير انتقال الحركة المرورية بين المسار السريع ومسار الخدمة وعدم اعاقة حركة القطار الكهربائي. وسيكون جزء من هذا الطريق مغطى بطول (1.7) كيلو متر بدءًا من تقاطعه مع طريق الملك فهد غربا، الى تقاطعه مع شارع الأمير احمد بن عبدالعزيز شرقاً، وتشمل الأنفاق الجديدة تقاطع طريق الأمير عبدالله بن عبدالعزيز مع كل من مدخل جامعة الملك سعود الجنوبي، وطريق الأمير تركي بن عبدالعزيز الأول، وشارع التخصصي، وطريق الملك فهد مع شارع العليا، وطريق الملك عبدالعزيز، وطريق خالد بن الوليد، وشارع عبدالرحمن الناصر، وشارع الصحابة، وشارع ابن الهيثم.كما تم تحديد مسارات النقل العام بواسطة القطار الكهربائي على امتداد المحور بما في ذلك مواقع المحطات الرئيسية وأماكن التوقف، وذلك بشكل يأخذ بالاعتبار تخديم الأنشطة والاستعمالات الموجودة ويحقق سهولة الوصول للمستخدمين.
التخطيط والتصميم العمراني
تعتبر جامعة الملك سعود غرباً والمركز الحضري الشرقي شرقاً نقاطاً رئيسية وعلامات مميزة لبداية ونهاية المحور، وبهدف تحسين الشكل والهيكل العمراني للمحور فقد تم تقسيمه إلى 10 مناطق، بحيث يحدد لكل منطقة استعمال وأنشطة معينة هي الأغلب بحيث تمثل انعكاساً للاستعمالات القائمة، وبالتالي يتم وضع التصميم والضوابط العمرانية بالشكل الذي يتلاءم مع التوجه المرسوم لكل منطقة والاستعمال السائد فيها بغرض تحسين البيئة العمرانية وإيجاد بيئة مميزة على مستوى المدينة ذات جودة عالية وآمنة للمشاة والتسوق، بالإضافة إلى استيعاب الحركة المرورية المتوقعة مستقبلاً في كل من تقاطعي طريق الملك فهد وشارع العليا.
ارتفاعات المباني
بناءً على متطلبات المخطط الاستراتيجي الشامل للمدينة والخاصة بمحور طريق الأمير عبدالله بن عبدالعزيز سيكون التطوير بشكل مرتفع الكثافة على جانبي الطريق، وهذا سيساهم في تحديد المحور بصرياً ويخلق صورة عمرانية واقتصادية مميزة تتلاءم مع دوره كعصب نشاط رئيسي، وقد وضعت أنظمة بناء مطورة في البلك الأول المحاذي للطريق من الجانبين مع وضع المعالجات الخاصة بالخصوصية وضوابط البناء ومتطلبات مواقف السيارات وغير ذلك.
وقد تضمنت ارتفاعات المباني المعدلة على كامل المحور أن القطع المباشرة على الطريق من الجانبين يبلغ ارتفاعها (4) أدوار، وفي القطع الخلفية ثلاثة أدوار، كما يسمح في الأراضي ذات المساحات الكبيرة التي تبلغ 10.000 متر مربع وأكثر بزيادة في الأدوار إلى (7) أدوار، على أن تكون في مواقع محددة على امتداد المحور وذلك على التقاطعات الرئيسية، وفي المنطقة المحصورة ما بين شارع التخصصي غرباً وطريق أبو بكر الصديق شرقاً.
التصميم التفصيلي
وضعت الدراسة تصميماً تفصيلياً لكامل المحور، وهذا التصميم يحتوي على الجوانب الخاصة بالتخطيط والتصميم العمراني، وتصميم الطريق ونظام النقل فيه بجميع جوانبه ، بالإضافة الى تحديد ضوابط البناء المطورة والأنظمة الخاصة بها للمنطقة الواقعة على جانبي الطريق.ونظراً لكبر مساحة هذا المحور فقد تم تقسيمه إلى 10 مناطق، بحيث يعطي وصفاً تفصيليا للتصميم المستقبلي لكل منطقة على امتداد هذا المحور.
المرافق العامة
تطلب التصميم الجديد لمحور طريق الأمير عبدالله بن عبدالعزيز إجراء بعض التعديلات الرئيسية لمسارات الخطوط القائمة للصرف الصحي وتصريف مياه السيول وهذه المواقع في تقاطعات الطرق التالية: شارع التخصصي، وشارع العليا، وطريق الملك عبدالعزيز، وقد عملت المعالجات اللازمة لذلك بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
الإدارة المرورية
تشكل الإدارة المرورية عنصراً مهماً في تصميم الطريق الجديد حيث ان من أهداف التصميم الموضوعة هي تجهيز الطريق لتشغيل نظم الإدارة المرورية الذكية، وقد وضعت التوجهات العامة لتطبيق نظم الإدارة المرورية من اجل الاستفادة القصوى من الطاقة الاستيعابية المتوفرة للطريق ورفع مستوى السلامة المرورية عليه، وذلك من خلال تخفيض معدل ازدحام الحركة المرورية باستخدام اللوحات الإرشادية المرورية، وضع نظام إشارات متكامل على طول طرق الخدمة، مراقبة الحركة المرورية عند التقاطعات وعلى امتداد الطريق بواسطة كاميرات المراقبة، تطبيق إدارة وتوفير المواقف.كما تم في هذا المشروع تحديد المتطلبات الإنشائية والتشغيلية للتجهيزات اللازمة لنظم الإدارة المرورية المتقدمة، مثل نظام اللوحات المتغيرة، ونظام التحكم بالمداخل والمخارج، وغيرها.
النتائج المتوقعة من التصميم
باكتمال التطوير في محور طريق الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في المستقبل، بمشيئة الله، فإنه يتوقع أن يبلغ عدد السكان لمنطقة الدراسة حوالي 460 ألف نسمة، مشتملاً على المناطق السكنية المحاذية للطريق من الجانبين ضمن نطاق كيلو متر في كل اتجاه، وبكثافة سكنية تصل إلى 38 وحدة من الهكتار، وهذا ما يحقق أهداف المخطط الاستراتيجي الشامل التي رسمها لهذا المحور، كما يتوقع أن تبلغ الطاقة الاستيعابية للطريق 216.000 مركبة/ اليوم، والتي تشمل 168.000 مركبة/ اليوم للطريق السريع، و 48.000 مركبة، اليوم لطرق الخدمة. كما يتوقع أن يتم ما نسبته 13% من الحركة المرورية بواسطة النقل العام (القطار الكهربائي) وهذا بالتالي سيساهم في تخفيف حجم الحركة المرورية بالمحور.
العوائد التي يقدمها التطوير الجديد للمحور
يتوقع أن يساهم التطوير الجديد للمحور في زيادة دخل المدينة وذلك عبر عدد من الوسائل التي من أهمها، الاستفادة من الحوافز المقدمة للملاك والمستثمرين وذلك عن طريق فرض رسوم على زيادة مساحة البناء الإضافية، ورسوم خاصة برخصة البناء الجديدة على النظام المطور، وتأجير الأنشطة التجارية الواقعة في المحطات الرئيسة للنقل العام.
وقد تم اعتماد تنفيذ المرحلة الأولى من الطريق التي تقدر تكلفتها ب (330) مليون ريال تبدأ من تقاطع طريق الأمير تركي بن عبدالعزيز الأول غرباً إلى تقاطع طريق الملك عبدالعزيز شرقاً بمسافة تبلغ (5) كيلو مترات وسيبدأ إن شاء الله تنفيذ هذه المرحلة اعتباراً من العام المالي القادم، فيما سيتم تطوير الأجزاء المتبقية من الطريق الدائري الشرقي، من قبل وزارة النقل وتم فتحه للحركة المرورية.
|