كمؤشر البورصة، يختلف من لحظة وأخرى، المقتنصون للارتفاع تتحوَّل أصابعهم فوق الأزرَّة كلمحة برق، أو ومضة نار، وتتحوَّل انفعالاتهم إلى مؤشِّر نصر أو فشل، كسب أو خسارة،.. أجسادهم تشارك في عملية التّعبير، كلُّ شيء ينطق فيهم...،
و... البورصة (بوتقة) تعامل مع عنصر الحياة الحيوي (المادة)... فما هي بورصة التعامل مع عنصر الحياة (الأخلاق)؟ ما هو مؤشِّر نجاحها وفشلها؟ مكسبها وخسارتها؟ أيُّ بوتقة يمكن الآن أن تتشكَّل فيها انفعالات الإنسان نحوها؟ أيُّ آلية يمكن أن تشحذ لمحة البرق، أو ومضة النار فيه؟
كيف هي حالة (سوق) أو (بورصة) الأخلاق البشريَّة الآن؟! إن قارنّا فقط ليوم واحد في نشرات الأخبار بين الأحداث ونتائجها في حياة الإنسان العامّة، وبين المال ونتائجه في حياة الإنسان المالية (المادية)
الأصابع الناريَّة فوق الأزرَّة في بورصة الأسهم... والقنَّاصة الذين يديرون ما وراء أسترة مخابئها وأنبائها فيكسبون في عملية قنص مدروس يضيع فيه الصغار، والجاهلون، وغير ذوي الخبرة، وأصحاب الأرصدة المتواضعة، والسُذَّج الخُدَّج الذين لم يستو لهم فهم ولا قدرة هم الذين يخسرون...
والأصابع الناريَّة في جميع الوسائل في بورصة (الأخلاق) كما تقدِّمها نشرات الأخبار ومضامين الأحداث على أيدي القنَّاصة أمام وخلف مواردها تؤكد ارتفاع مؤشرات (نجاح) الفاشلين فيها.. ذلك لأنَّ مقياس النجاح في بورصة (المال) الزيادة.. بينما مؤشِّرات النجاح في بورصة (الأخلاق) النقص.
لقد كانت الأخلاق مؤونتها جملة من الصِّدق والأمانة والحقِّ والعدل والإيثار والسلام والسّماح والعطاء والستر والرحمة واللُّطف....
بينما مؤونتها الآن جملة من الفتائل الموقدة في بورصتها الفشل والخسارة والتردِّي؟! فضلاً قارنوا بين بورصة الأسهم في سوق المال وبورصة التعامل في سوق الأخلاق.
|