بعدما سلمت مقالتي السابقة (زحف الفقر)، أتى خطاب سمو ولي العهد الأمير عبدالله، محملاً بكثير من الامنيات، كما لو أنه غيث طال انتظاره، كونه تزامن مع حاجة للمواطنين باتت تتكلم عن نفسها وتبدي واقعها.
لن أعيد تفاصيل خطاب سموه الميمون، إلا أنه مملوء كما عوّد مواطنيه بأشياء مهمة بحاجة إلى ترجمة من قبل الأدوات التنفيذية كما تخطط لها أفكار الأمير عبدالله، الذي يقدم المستقبل بلا حدود ويفتح أبوابه على مصاريعها لكي تعيد استقرار ورفاهية المواطن الذي كاد أن يغيب مع أحلامه.
وبما أن التفاعل أتى سريعاً وواضحاً من حيث إفادة المواطن بما آلت إليه نتائج الزيادة في أسعار النفط مؤخرا، وهو من قدّم لمواطنه تفاصيل تحمل الأمل للانفراج، خصوصاً ان سموه كشف عن أمنية شخصية هي أمنيتنا جميعاً، تتمثل في أن يحصل كل مواطن على سكن ملائم ومستقبل، فهذه إحدى الغايات التي تخالج ذهن المواطن في وطنه وأرضه، وهي إعادة بث الحياة في أمنيات كما ذكرت تأثرت بما يحدث على صفيح هذا العالم الساخن من حوله، كوننا جزءا منه ولسنا بقعة نائية تنطوي على نفسها وكأنها تنفرد بمشاكل وهموم لا تنتمي إلى أرق العالم أجمع.
سداد الدين العام هاجس اقتصادي يفي بكثير من الأغراض الوطنية التي لا يمكن ان تستوعبها جميع المستويات والعقليات للشرائح كافة، لكنها باختصار ستمهد الطريق لإحياء النماء وإحالة المشاريع والخطط التي يجب ان يعتني بها إلى واقع حي لا يقبل بغير الأفعال والترجمة الواقعية بما يتناسب مع هموم المواطن وأمنياته.
النقطة الأخرى، والتي لا تقل أهمية عن سابقتها، زيادة المبالغ التي توضع في بنك التسليف والقروض، وهي موجهة لأصحاب الدخل المقنن والمحدود لكي تساعد على انتشالهم من بؤر اليأس والإحباط وما يتبعها.
حاجة الوطن لأبنائه لا يمكن ان تتوقف عند حد او اكتفاء، كون ديدن الحياة هو النماء، وخلاف ذلك لا يعني سوى الموت، أما حاجة المواطن لوطنه فهي المتلازمات العديدة، كونها حقوقاً وواجبات، وأولها ان ينعم بخيره ويجد له مأوى وفرصة عمل تعيد مسألة الأمن للرزق والحياة الكريمة، وبعدها تأتي مشاريع الحياة الأخرى التي تبدو مترابطة ووثيقة بعلاقة الوطن بأبنائه والعكس.
سمو ولي العهد مشروع الحياة الذي لا يقبل سوى بالواقع الحي، وهو من جعلنا ننظر إليه نظرة الواقع بما يتلائم مع مستقبل أبناء هذه البلاد كافة، حيث إنه كان صريحاً ومتابعاً لهموم أبناء الوطن، أما ما تبقى لنا، فهو اننا في انتظار التنفيذ الصحيح من قبل من ستوكل إليهم مهام إدارة هذا المشروع الضخم لواحد وأربعين مليار سال لها لعاب المواطن المرهق وانتظرها الطامحون في انفراج المستقبل بما يحل أية مشكلات ويثبت الأمل بالحاضر بالمستقبل.
|