لم يعد الأمر مقصوراً على استغفال السائح السعودي بزيادة بضع دولارات أو جنيهات أو ليرات على أسعار ما يقدم له من خدمات أو لشراء سلعة يحصل عليها مواطن تلك البلدان بربع ثمنها، بل أصبح الأمر أكثر خطورة فقد تخصصت عصابات في اليمن والأردن والعراق لتتبع السعوديين ليس لابتزازهم بل لخطفهم، فقبل أيام تتبع قطاع طرق في مديرية حرض بمحافظة حجة مسافرين سعوديين عبروا منفذ (حرض) الحدودي وبعد توغل المسافرين السعوديين في جبال المديرية خرج عليهم مسلحون وعددهم ثمانية وقاموا بسلب أموالهم وسيارتهم (تويوتا - لاندكروزر) وهي بالمناسبة تسمى في اليمن ب(ليلى علوي) وتُرك السياح السعوديون في العراء بين شعاب الجبال، وبعد أن أخبروا السلطات بالواقعة تحركت قوات الأمن التي ألقت القبض على من قاموا بالعملية وعددهم ثمانية أشخاص تبين أنهم شكلوا عصابة لقطع الطرق والنهب بالقوة في المنطقة.
الغريب أن هؤلاء عند التحقيق معهم ذكروا بأنهم يستهدفون السعوديين واليمنيين القادمين من السعودية لزيارتهم أهلهم في الاجازة بسلب أموالهم وحتى سياراتهم.. لأنهم -حسب قول هؤلاء- يملكون أموالا كثيرة وأنهم صيد ثمين..!!
وقد تطور عمل النصابين وقطاع الطرق إلى أساليب لا تخطر على بال، ومنها ما يضحك بقدر ما يؤلم، وشر البلية ما يضحك، فقد قام ثلاثة أشخاص بالنصب على مواطن يمني بأخذ ابنته (يسرى) التي لم تتجاوز بعد سن العاشرة من عمرها بعد أن أوهموه بأنهم سيقومون بعلاجها على نفقتهم في السعودية كون الطفلة مختلة عقليا، وبحسن نية وسعيا للعلاج بعد يأس طويل، سلم الوالد طفلته للأشقياء الثلاثة، الذين أخذوا الطفلة بموافقة والدها الى السعودية.. ولكنهم بدلا من أن يذهبوا الى المستشفيات للعلاج، استغلوها للتسول وايقافها عند اشارات المرور ضمن ترتيب مسبق مع أقران لهم في بعض المدن السعودية، وبعد أن رحلتهم السلطات في المملكة بعد اكتشاف أمرهم عادوا بالطفلة الى والدها الذي كشف أمرهم ورفع قضية أمام المحاكم اليمنية.
إذن لم يعد النصب والاستغلال والابتزاز مقصوراً على السعوديين بل حتى على مواطني البلد حيث يعودون الى بلدانهم في أيام الاجازات ويتعرضون هم الآخرون الى مغالاة في الأسعار.. وإلى النصب والابتزاز.. فهم مثل السعوديين.. عليهم الدفع والدفع دون نقاش.
|