إنه صديق وفي.. إنه صديق العمر.. رجل مثقف ومحب للقراءة.. فالكتاب دائماً جليسه.
***
لإيمانه بأن القراءة والاطلاع زاد للعقل.
لمن أنعم الله عليه بعقل خصب.
***
فتجده يستفيد مما يقرأه ويتثقف به
لينعكس على تفاعله مع من حوله في جميع سلوكياته الحياتية.
***
وصديقي لديه كل هذه السمات..
إن هذا مما زادني به إعجاباً..
***
لذلك لا أتردد في تلبية دعوته عندما يدعوني لزيارته لأتولى القراءة له فكم هو جميل النقاش والحوار معه فعندما كنت أقرأ النصوص يتولى هو شرحها وتحليلها أثناء المناقشة.
***
لذا كنت أجد المتعة بمجالسته ومشاركته القراءة والاطلاع وأنا أنقل إليه النص بالعين ويعيده إلي معنى ومفهوماً بالعقل.
***
فإذا هو يقرأ بعيني وأنا أفهم بعقله
شرحاً وتحليلاً
فأذكر مرة وأنا في إحدى زياراته وكنا نقرأ ونتحاور وإذا بطفليه وهما طفل وطفلة يقبلان علينا ويبدو أنهما مختلفان على شيء وكان بيد الطفلة قصاصة ورقة وضعتها بيد أبيها وهي تردد: إنها نقاط وليست أصفارا فطلب والدها أن أراها ليعرف ما فيها.
***
نظرت إليها فإذا بي لا أرى إلا نقاطا مبعثرة فقط
لقد قلت ذلك بصوت مرتفع
***
فابتسمت الطفلة مخاطبة أخاها: ألم أقل إنها نقاط ولكن ما أن سمع أخوها قولها هذا حتى رد وهو غاضب غضب الصغار بل إنها أصفار.
***
وهنا سألني والدهما: ألا يوجد حول ما ترونه رقماً أو حرفاً؟
قلت: لا ،قال: إذاً هذه ليست أصفاراً ولا نقاطا إنها.. أقل.. إنها لا شيء
***
لأن الصفر يأخذ مسماه وأهميته عندما يكون في منظومته الرقمية فيرفع من قيمة العدد بمضاعفته ونقله من خانة أصغر إلى خانات أكبر.
***
والنقطة كذلك تأخذ أهميتها ومسماها وتكون ذات جدوى بأن تكون في منظومتها الحرفية فهي تحدد مسمى الحرف ولفظه ليُكَوِّنَ كلمة فَتُنْظَمُ في جملة ذات معنى وقيم.
***
وأما ما نراه في هذه الورقة فأنا لا أراه أصفاراً ولا نقاطا.
***
إنها مجرد أوائل خطى.. من.. خطى قلم
في يد.. إنها شكل بلا معنى.. لشخص ما.. ولكن ليس أنا
|