في مثل هذا اليوم من عام 1974م منح الرئيس جيرالد فورد.. العفو الشامل للرئيس السابق ريتشارد نيكسون في المخالفات التي ارتكبها ضد الولايات المتحدة أو التي كان في الامكان ان يرتكبها او يشترك فيها خلال الفترة من 1969 وحتى تاريخ تقديم استقالته في 9 اغسطس (1974).
وجاء قرار الرئيس فورد المفاجئ في الوقت الذي كان من المقرر ان يعلن فيه ليون ياروسكي المدعي الخاص المكلف ببحث مسألة ووتر جيت ما اذا كان سوف يقيم دعوى ضد نيكسون ام لا للدور الذي لعبه في هذه الفضيحة؟.
وأكد الرئيس فورد في بيان من ثماني صفحات تلاه امام مراسلي الصحف في مكتبه في البيت الابيض انه لا بد دون شك من مضى اشهراً عديدة بل وسنوات عديدة قبل ان - يأمل نيكسون في محاكمة عادلة امام أية هيئة محلفين في اي مكان من الولايات المتحدة.
واضاف الرئيس فورد: إن الرئيس السابق نيكسون بدلاً من ان يستفيد من نفس المعاملة كأي مواطن آخر متهم بخرق القانون فإنه سيعاقب بطريقة قاسية وبإفراط شديد سواء حاول أن يثبت براءته أو إذا حاول الحصول على محاكمة سريعة ليدفع دينه نحو المجتمع.
وقال الرئيس فورد: انه خلال الفترة الطويلة التي اتهم فيها الرئيس نيكسون فقد أثيرت الانفعالات مرة أخرى وكأن الشعب الامريكي مشتت.
وقال الرئيس فورد - وأنا كرئيس لا يقلقني المصير النهائي لريتشارد نيكسون ولكن ما يقلقني اكثر هو مصير شعب الولايات المتحدة الذي أرى أنني كخادمه.
وأكد الرئيس فورد أن - ضميري يملي عليَّ وبكل تأكيد انه لا يمكنني أن أطيل اكثر من ذلك الاحلام السيئة التي ما زالت تحوم حول صفحة قد طويت -. واستطرد قائلاً: إن ضميري يقول لي إنني استطيع وحدي كرئيس وبسلطاتي الدستورية ان اطوي هذه الصفحة.
واختتم الرئيس فورد بيانه قائلاً: ان مأساة الرئيس نيكسون وعائلته - مأساة امريكية لعبت فيها جميعاً دوراً... وقد كان من الممكن أن تستمر إلا أن أحداً يجب أن يضع لها حداً. ورأيت اني الوحيد الذي في وسعه ان يفعل ذلك وان من واجبي ان افعله -.
ووقع الرئيس فورد امام الصحفيين والتليفزيون قرار العفو عن الرئيس السابق. ثم غادر فورد بعد ذلك مكتبه وقد علا وجهه تعبير جاد دون أن يجيب على أسئلة الصحفيين.
|