الجزائريون يوافقون على أول دستور لبلادهم

في مثل هذا اليوم من عام 1963 وافق الجزائريون على أول دستور لبلادهم بعد الاستقلال عن فرنسا عام 1962، ونص الدستور على أن الجزائر جمهورية عربية ديمقراطية. وكانت الجزائر قد حققت استقلالها بعد واحدة من أشد الثورات دموية في المنطقة العربية والعالم حيث عرفت باسم (ثورة المليون شهيد) لتتخلص الجزائر من الاحتلال الفرنسي الذي استمر 130 عاما.
انطلقت الرصاصة الأولى للثورة الجزائرية في منتصف ليل 30 نوفمبر 1954 معلنةً قيام الثورة بعد حوالي 130 سنة من الاستعمار الفرنسي للبلاد.
وقد بدأت هذه الثورة بقيام مجموعات صغيرة من الثوار المزوّدين بأسلحة قديمة وبنادق صيد وبعض الألغام بعمليات عسكرية استهدفت مراكز الجيش الفرنسي ومواقعه في أنحاء مختلفة من البلاد وفي وقت واحد.
ومع انطلاق الرصاصة الأولى للثورة، تمّ توزيع بيان على الشعب الجزائري يحمل توقيع (الأمانة الوطنية لجبهة التحرير الوطني)، وجاء فيه: (ان الهدف من الثورة هو تحقيق الاستقلال الوطني في إطار الشمال الأفريقي وإقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادىء الإسلامية).
أما ردة فعل المستعمر الفرنسي فكانت القيام بحملات قمع واسعة للمدنيين وملاحقة الثوار. وفي 19سبتمبر عام 1958 تمّ إعلان الحكومة الجزائرية المؤقتة برئاسة السيد فرحات عباس، ومنذ ذلك التاريخ أصبحت هذه الحكومة هي الممثل الشرعي والناطقة باسم الشعب الجزائري والمسئولة عن قيادة الثورة سياسياً وعسكرياً ومادياً.
وأعلنت في أول بيان لها عن موافقتها على إجراء مفاوضات مع الحكومة الفرنسية شرط الاعتراف المسبق بالشخصية الوطنية الجزائرية. وفي 16سبتمبر 1959، أعلن الرئيس الفرنسي شارل ديجول اعتراف فرنسا بحق الجزائر في تقرير مصيرها. وكان جواب الحكومة الجزائرية المؤقتة قبولها لمبدأ تقرير المصير واستعدادها للتفاوض المباشر حول الشروط السياسية والعسكرية لوقف القتال وتوفير الضمانات الضرورية لممارسة تقرير المصير. وفي 5 يوليو 1962خرجت القوات الفرنسية عن الجزائر وهو يوم دخولها للجزائر قبل 132 عاما أي 5 يوليو 1830 وتمّ في هذا اليوم تعيين السيد أحمد بن بيللا كأول رئيس لجمهورية الجزائر المستقلة بعد خروجه من السجون الفرنسية مع عدد من قادة الثورة وكوادرها.