استقلال مقدونيا وبداية تفكك يوغوسلافيا

في مثل هذا اليوم من عام 1991 اختار سكان مقدونيا الاستقلال عن يوغوسلافيا بعد انتهاء الحرب الباردة وبداية تفكك الاتحاد اليوغوسلافي. ولم تعترف دول العالم بهذا الاستقلال على الفور حيث رفضت الحكومة الاتحادية اليوغوسلافية في بلجراد الاعتراف باستقلالها وحاولت إعادتها ولكن دون جدوى. بعد ذلك اعترفت دول العالم بجمهورية مقدونيا دولة مستقلة.
وكانت يوغوسلافيا قد تشكلت في أعقاب الحرب العالمية الثانية من خلال اتحاد فيدرالي يضم جمهوريات مقدونيا وصربيا والجبل الأسود والبوسنة والهرسك وسلوفينيا وكرواتيا.
استمرت يوغوسلافيا بهذه الصورة على مدى حوالي 45 عاما كانت خلالها خامس أقوى دولة في العالم. ورغم تبني النظام الاشتراكي إلا أنها اختارت عدم الانحياز في الحرب الباردة بين الكتلتين الشرقية بقيادة الاتحاد السوفيتي السابق والغربية بقيادة الولايات المتحدة. وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي وحصول جمهورياته على استقلالها انتقلت العدوى عام 1991 إلى يوغوسلافيا التي انفرط عقدها إلى عدد من الجمهوريات المستقلة. وتتكون مقدونيا من أغلبية مسيحية من أصول يونانية وأقلية مسلمة من أصول ألبانية وعاصمتها سكوبيا. ويبلغ عدد سكان مقدونيا 2.1 مليون نسمة منهم أكثر من نصف مليون مسلم. ومنذ عام 2001 خاضت الأقلية المسلمة صراعا مسلحا ضد الحكومة المركزية للمطالبة بالحصول على حقوق المواطنة الكاملة في ظل سيطرة المقدون السلاف على الشرطة والجيش والنشاط الاقتصادي.
وقد هددت المعارك بين الثوار المسلمين والجيش المقدوني بتفجير الموقف في منطقة البلقان بالكامل، فتدخل حلف شمال الأطلنطي (الناتو) عسكريا لإعادة الهدوء والاستقرار. وقد توصل الطرفان إلى اتفاق لوضع حد للصراع ولكنه لم يقض على أسبابه، حيث مازال المسلمون يشكون من التهميش في مقدونيا.