عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
تعقيباً على ما كتبه الأخ محمد الدوسري في عدد السبت 12-7-1425هـ تحت عنوان (كلمة شيخ تُطلق على من هبَّ ودبَّ)، فأقول وبالله التوفيق: عجباً أَمِنْ أجل كلمة واحدة سطَّرْتَ كتابك - مقالك هذا؟! أَمِنْ أجل شيخٍ ربما لا تعرف معناه الحقيقي أقمتَ حرباً ضروساً؟! ألم تعلم بأن هناك علماً يُسمَّى تطور الدلالة؟! وذلك بأن الكلمة تتطور وتنتقل من معنى الى آخر. وهذا التطور ناتج عن عدة عوامل ومسببات كثيرة، منها: الاختلاط الذي حصل بين العرب والأجناس الأخرى، والتغيرات التي طرأت للزمن، وأمور كثيرة ليست محور حديثنا، فمثلاً كلمة (شيخ) تُطلق على مَن جاوز الخمسين من العمر، تطورت إلى أن أصبحت تطلق على العالِم، ثم القاضِي، ثم الثريِّ، ثم الذي له شأن أو مركز مرموق.. إلى ما شاء الله.
انظر وتأمَّل -حفظك الله - أن القاسم المشترك بينهم هي المكانة والمنزلة التي نالها؛ إما باحترام لكبر أو للمال الذي يملكه.. وهكذا.
واعلم - هداك الله - أن هناك كلمات كالحصى نسمعها أو ننطقها ولا نتأمل من أين أتت أو حتى المعنى الأصلي لها، فمثلاً كلمة (شاطر) هي في الأصل من الشطر تُطلق على القطع بالسيف، ثم تطورت وصارت تطلق على الخائب، ثم أصبحنا نطلقها على المتفوق.
وكذلك كلمة (الفنَّان) تُطلق على الحمار الوحشي، فأصابها تطور في الدلالة إلى أن صار معناها إلى المطرب.
وكذلك كلمة (زيزفون) تطلق على الناقة السريعة، وكلمة (غطَّة) الشخير أثناء النوم. أخيراً.. لستُ أدري لما أثارت هذه الكلمة شجون صاحبنا هذا، حتى إنه أشار بنظام يمنع استخدام كتابة هذه الكلمة على واجهات المحلات التجارية.
نوال بنت مقحص آل شريف- الرياض |