طالعتنا (الجزيرة) في 1 سبتمبر بخبر مفرح عن القبض على صاحب سلسلة من الصيدليات في المملكة وهو متلبس بقضية رشوة لأحد موظفي وزارة الصحة، والذي صار وفياً كريماً ورفض بكل إباء أن يبيع ذمته ورفض أن يطعن أمته وضرب مثلاً رائعاً للمواطن الوفي. فتلك العشرة ملايين التي عرضت عليه كانت فعلاً ستسد حاجته بل ستحوله إلى ثري، لكنها في الوقت نفسه ستسلب وطنه أشياء كبيرة وستهدم بناء تبذل الدولة في سبيل إقامته جهوداً وأموالاً وهو محاربة الفساد عموماً، وأوله الرشوة، وقد لَعنَ نبيُنا المصطفى الراشي والمرتشي، ونحن والحمد لله خيرُ أمة أخرجت للناس. وكنت أتمنى لو نشر بكل فخر اسم هذا الموظف ومُنِح وساماً من الدرجة الأولى فهو يستحق أن يُحمل على الأعناق ليكون قدوة لكل مواطن شريف لمحاصرة تلك الظاهرة المدمرة لاقتصاد البلد، وهي الطريقة التي تؤكل فيها الأموال بالباطل، وأيضاً لها تأثير في تغيير الأحقية في كثير من الأمور فتحولها من مستحق إلى غير مستحق وهذا ظلم عظيم، ولا أدري لماذا لم يشهّر بهذا المتجاوز؟! وهل يستحق الستر عليه وهو الذي دفع الملايين ليضر بلده بل ويحارب عمل أبنائه، والدولة تسعى بكل اتجاه لمحاربة البطالة التي صارت تقض مضاجع الجميع إلا هذا الراشي!!
صالح عبدالله العريني - البدائع |