هناك أكثر من نقطة حول موضوعي هذا..
** النقطة الأولى.. هي حجم المنجزات الكبرى الذي حققته وزارة الثقافة والإعلام خلال السنوات الأخيرة على كافة الأصعدة والميادين.. وهو تقدم كبير وملحوظ.. جاء في الإعلام المسموع والمقروء والمرئي.. وجاء متوازياً مع ذلك التطور الكبير والمذهل في وسائل الإعلام العالمية وأدواتها.
** إعلامنا المحلي.. يتقدم كل يوم.. والجميع يلمس هذا التقدم.. ولا ينكره إلاّ جاحد أو مكابر..
** فهل تلفازنا بمحطاته الفضائية اليوم.. هو تلفازنا قبل عشر سنوات؟
** وهل صحافتنا اليوم.. هي صحافتنا قبل عشر أو خمس سنوات؟
** أبداً أبداً
** هل مستوى الطرح في صحافتنا.. هو نفس مستوى الطرح قبل خمس سنوات فقط؟؟
** هل صناعة الإعلام اليوم لدينا.. هي نفسها قبل خمس سنوات؟
** أبداً.. لدينا اليوم.. أكثر من محطة تلفازية تبث لـ24 ساعة تقريباً.. وتقدم برامج متعوباً عليها ومصنوعة محلياً.. صناعة إعلامية متكاملة.. على أيدي خبراء متمكنين مهرة.. وكلهم سعوديون.
** محطات ليس فيها برامج مستوردة.. ولا تضييع وقت.. وليس فيها فساد ولا خراب ولا برامج رديئة..
** محطات استقطبت كوادرنا والعقول السعودية.. ومنحتهم فرصة العطاء والإبداع.. ووفرت لهم كل المناخات..
** وهكذا كل وسائلنا الإعلامية الأخرى.. مساحات كبيرة من النجاح.. واستقطاب للناجحين.. وفتح مناخات للعطاء والإبداع.. وهذا ما حصل بالفعل.
** النقطة الثانية.. هي أنّ مشكلة وزارة الثقافة والإعلام.. هي أنّ المتعاملين معها وحولها.. هم من فئة (الإعلاميين والمثقفين) وهؤلاء مع الأسف.. من صنف (الملوسن) صاحب اللسان الطويل.. والتعلم السليط.. وتأسيساً على هذه النقطة.. فإنّ وزارة الثقافة والإعلام تُمطَر دوماً بسيل من الانتقادات.. حتى لو كانت من أنجح الوزارات.. أو هي أنجح وزارة.. وهي كذلك بالفعل.
** نجاحات وزارة الثقافة والإعلام.. لا يمكن تغطيتها.. وتفوُّق هذه الوزارة وحضورها.. لا يمكن إنكاره.. حتى لو حاولت تلك الأقلام أن تقول غير ذلك.
** إنني أعرف المسئولين في وزارة الثقافة والإعلام كما تعرفونهم كلكم.
** هم من أكثر الناس ترحيباً بالرأي والنقد والحوار ولكن.. ليكن نقداً وحواراً هادفاً نافعاً.. مفيداً صادقاً..
** المسئولون في وزارة الإعلام.. قبل أن يكونوا مسئولين.. هم من الأكاديميين والأكاديمي عادة يعشق الحوار والنقد والرأي الآخر.. وهم كذلك ولكن.. ليكن الحوار والرأي والنقد.. موضوعياً صادقاً مخلصاً.. وليس فيه رائحة التجني أو الاستهداف الشخصي..
** وبمناسبة الاستهداف الشخصي.. قرأت أخيراً كتابات من بعض متقاعدي وزارة الثقافة والإعلام.. سيقت على أنها نقد أو مقترحات للوزارة.. ولكنها لا تخرج عن سياق الاستهداف الشخصي.. حيث أمطرت الوزارة بسلسلة من الانتقادات.. وقيل بأنّها لم تعمل.. ولم تصنع شيئاً.. أو أنّها لم تساير التطور.. أو أنّ منجزاتها دون المستوى المطلوب.. وما شاكل ذلك من الكلام الذي لا يحمل لبّاً ولا معنى.. ولا يحمل مصداقية ولا موضوعية.. ولا يحمل أيّ روح.. بل هو مجرد (حكي) لا يعكس الواقع.. بل إنّ الواقع الفعلي للوزارة يكذبه.. وكاتبه أول من يدرك ذلك.
** وكم كان بودي.. أن أسأل هذا المتقاعد الذي أمضى ثلاثين سنة ونيفا في الوزارة.. وكان على رأس جهازين كبيرين في الوزارة.. ماذا صنع طوال نصف قرن.. وخصوصاً.. أنه لم يترك الوزارة إلا قريباً؟
** لماذا لم ينفذ مقترحاته يوم كان مسئولاً في الوزارة؟.
** ولماذا لم يتقدم بها على الأقل ويقول.. تقدمت بها ورُفضت؟
** لماذا هو يطالب الوزارة اليوم بهذه المنجزات.. وهو الذي أفنى عمره فيها ولم يعمل شيئاً سوى برنامج (تحية وسلام) و(أرسل سلامي) ولقاء مع مطرب؟
** ما أسهل (الحكي).. وما أسهل (التنظير) وما أسهل كلمة (المفروض) و(المفروض) ولكن لو جئت بواحد من هؤلاء المنظرين ووضعته على كرسي المسئولية.. لأسقط في يده.. وأدرك أنّ (الحكي) شيء.. والمسئولية والعمل شيء آخر.
** كنت أتمنى.. أن تكون هذه الأقلام أكثر موضوعية.. وأكثر قرباً من الواقع.. وأكثر مصداقية.. حتى نهضم ما تقول ولو قليلاً.
** إنني هنا.. أريد أن أذكِّر هؤلاء بنقطة مهمة وصغيرة.. وهي أنه إلى ما قبل حوالي عشر سنوات.. لا يجرؤ أحد على نقد الوزارة أو حتى كتابة مقترح لها.. هل تتذكرون ذلك؟.
** واليوم.. بوسع أيِّ شخص أن ينقد حتى الوزير نفسه أو سمو نائبه أو أيّ مسئول آخر في الوزارة.. دون أن يقال له.. لماذا فعلت هذا.. حتى لو كان النقد غير موضوعي.. والشواهد حيَّة وموجودة.. وصفحات الصحف والمجلات كلها شاهدة بذلك.
** أعطوني صحفياً واحداً سوئل أو عوقب أو حُوسب خلال السنوات الأخيرة.. إلاّ إذا قال كلاماً جاوز الأنظمة واللوائح.. وخرج عن نطاق الأدب.. أو كان ضد الدين.. بحيث لا يمكن السكوت عنه أو التساهل فيه؟
** هل مساحات الرأي والنقد والحوار اليوم.. هي مثلها بالأمس؟
** وهل المناخات.. هي نفس المناخات؟
وهل تلفازنا وبرامجه اليوم.. هي نفس برامج ومساحات الأمس؟
** أبداً.. أبداً
** لقد كان توزيع صحفنا وإلى سنوات ليست بعيدة.. توزيعاً محدوداً.. وانتشاراً محدوداً.. بل إنني أذكر أنّ إحدى الصحف الخليجية كانت تبيع في أسواقنا سبعين ألف نسخة..
** واليوم.. أفضل صحيفة خليجية أو عربية تبيع في أسواقنا ألفي نسخة في اليوم فقط.. مع أنّ هناك الكثير من صحفنا اليوم.. تبيع فوق مائتي ألف نسخة يومياً..
** كل ذلك.. نتيجة الصناعة الصحفية الجديدة.. ونتيجة مساحات الرأي والحوار والنقد التي تتمتع بها صحفنا وبطل ذلك كله.. وزارة الثقافة والإعلام.
** وزير الإعلام اليوم.. يلتقي مع رؤساء التحرير في الشهر مرتين.. من أجل التطوير والتجديد والابتكار والعمل.. ومن أجل التحفيز على العطاء والنجاحات وتذليل الصعوبات.
** علينا أن نكون أكثر موضوعية.. وأكثر مصداقية.
** وعلينا أن نتعاطى مع هذه المساحات والمناخات بحسٍّ راقٍ وبأمانة وبمبدأ وضمير.
** علينا.. أن نكون في مستواها.. وأن نشعر المسئول.. أننا نستحقها.. ونعرف كيف نتعامل معها ونحافظ عليها؟
** هذه المساحات.. هي للصادقين الموضوعيين المخلصين.. الذين يقدرون رسالة الكلمة.. وليست لمن يستثمرها لأهواء وأهداف شخصية وتصفية حسابات.
** والكلمة أمانة.. والكلمة رسالة.. والكلام الذي لا يدفعه مبدأ وضمير صادق.. والقلم الذي لا يؤطر بمسئولية.. لا يستحق أن يكتب.
** وزارة الثقافة والإعلام.. أكثر الوزارات انفتاحاً على الناس.. ومن أكثر الوزارات عطاءً وحضوراً وتطوراً.. وتفاعلاً مع الجميع.. ومنجزاتها ليست خافية.. بل نحن نعايشها كل لحظة.. فلماذا نغمطها حقها ونقول غير الحقيقة؟
** ما أجمل الصدق والموضوعية.. وما أسوأ مقال تشم منه رائحة الاستهداف الشخصي.
** ما أجمل.. الوفاء وحفظ المودة.. والحفاظ على الزمالة والعلاقة التاريخية..
وما أسوأ.. نكران الجميل.
|