Wednesday 8th September,200411668العددالاربعاء 23 ,رجب 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

دفق القلم دفق القلم
المتحف الوطني بالطائف
عبدالرحمن صالح العشماوي

حينما حدثني صاحبي عن المتحف الوطني الجديد في المصيف قائلا: إنه معلم مهم من المعالم التي تستحق الزيارة، كنت أظن أن للمبالغة نصيباً وافراً من حديثه، خاصة بعد أن علمت أن هذا المتحف الوطني قائم بجهود شخصٍ واحدٍ لديه ميلٌ إلى القديم من الأسلحة والملابس، والأواني وأشكال البناء، وما يتعلق بها من الأثاث والمفارش، والسيارات وغيرها، ولكنَّ هذا الظنَّ بالمبالغة تلاشى بعد زيارتي للمتحف المذكور حيث فاجأني بحجمه الكبير، وتنظيمه الممتاز، وتنوُّع محتوياته، وأهمية ما يشتمل عليه من الوثائق والمقتنيات ذات القيمة المعنوية والمادية الكبيرة.
دخلت إلى المتحف الوطني مع صاحبي وتجولنا في أقسامه المتعددة ابتداء من القاعة الأولى التي بنيت من الحجر والطين وأسقف الخشب بطريقة توحي إلى زائريها انه يدخل بيتاً قديماً، وانتهاء بصالة عرض السيارات القديمة بأشكالها العجيبة، وبين تلك القاعة، وهذه الصالة رأينا عدداً من القاعات فيها من الأسلحة القديمة ابتداء بالمدفع العثماني، وانتهاء بالخنجر الصغير الشيء الكثير، ورأينا من العملات المعدنية والورقية القديمة ما يوحي بالفروق الاقتصادية الكبيرة بين عصر وعصر، ومن الملابس النسائية والرجالية ما يدل على ضخامة النقلة التي حصلت للأزياء في عالمنا الإسلامي، ومما يلفت النظر في هذا المتحف شمولية محتوياته، حيث يضم عدداً من الطبعات القديمة لبعض الكتب، والمخطوطات القديمة للقرآن الكريم، وبعض الوثائق القديمة المتعلقة بدول سابقة، وفي داخل المتحف سوق شعبي مصغر ينتهي بمقهى صغير على الطريقة القديمة ومخبز صغير (تنّور)، وعلى الجانبين أمثلة لحوانيت صغيرة للحليّ والملابس، وآلات نسيج القطن وحلجه ومعصرة خاصة بالورد لاستخلاص عطر الورد ومكان خاص بالمفارش القديمة والبسط الثمينة، كما يحتوي المتحف على بناء صغير يمثل المسجد القديم بفرشه ومحرابه الصغيرة ومساحته الصغيرة، وفوانيسه وقناديله.
كان المتحف مفاجأة لي، وقد زاد من سعادتي به لقائي بصاحبه في آخر المطاف الأخ علي بن خلف الشريف، الذي أظهر من الفرح بلقائنا والاحتفاء به ما أشعرني بأهمية هذه الزيارة، وقد علمت منه أن المتحف ثمرة لجهد متواصل على مدى سنوات، وأن افتتاحه تم في بداية صيف هذا العام 1425هـ، وأن عدداً من المسؤولين في الطائف، وفي هيئة السياحة قد قاموا بزيارته، قلت لصاحبي: إني أشكر لك دعوتك لي لزيارة هذا المتحف الوطني الجميل، وقلت لصاحب المتحف: لقد أنشأت موقعاً سياحياً ممتازاً في مدينة الطائف، وأسهمت في دعم السياحة في بلادك بهذا العمل الكبير.
إشارة :
ما خسر من سعى إلى هدفٍ واضحٍ نبيل.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved