نواصل قصص الاستغفال التي يتعرض لها السعوديون في دول الجذب السياحي، مع أن بعض السياح هم الذين يوقعون أنفسهم في كثير من المواقف المحرجة والمضحكة في آنٍ واحد كالتي حصلت لأحد السياح الذي ذهب في اليوم الأول، بعد وصوله إلى عاصمة البلد الذي قصده، إلى أحد (الملاهي)، وهناك (أدهر) وأخذ (ينقط) حتى أتى على كلّ ما تحتوي عليه محفظته. وعند الصباح، وبعدما وجد أن ما تبقى لديه لا يكفي إلا لتسديد مصروفات الفندق ليومين، اضطر للعودة إلى الرياض؛ بعد أن قضى أقل من 48 ساعة أغلبها كان نائماً..!!
الاستغفال يأتي أحياناً بألاعيب وأساليب بدائية لا يمكن أن تنطلي على أحد، ولكنّ كثيراً من الذين يقصدون بلداً ما يقعون فيها.. في بيروت.. أو في دمشق.. أو في القاهرة.. وحتى في الدار البيضاء أو في لندن، وروما.. يأتي إليك شخص ويعرض عليك مشاهدة معلم سياحي، وأثر تاريخي، ويقدّم لك (حنطوراً) أو (عربة) أو حتى سيارة كلاسيكية، وبعضهم تستهويه تجربة هذه المغامرة؛ ليكتشف أن المعلم السياحي مستحدث؛ فهو إما (كافتيريا) أقيمت على مقربة من منزل كان يقطنه فنان مشهور، أو رسام، وإما أنه كان مرسماً مهجوراً.. بمَ تخرج من هذه التجربة..؟! لا شيء سوى الجلوس في (الحنطور) أو ارتياد الكافتيريا لتناول مشروب مثلج أنت ودليلك السياحي الذي يشرح لك أن البناية الكبيرة المقامة أمام الكافتيريا أقيمت على أنقاض منزل الفنانة الكبيرة التي كانت تسكن في (الفيلا) التي أزيلت!!
تضحك في سرك على غفلتك.. وتضحك على القصة الساذجة، ومع هذا تدخل يدك في جيبك لتدفع (المقسوم) للدليل السياحي.. ولصاحب (الحنطور).. وثمن المشروبات في الكافتيريا. كل ذلك وأنت لم ترَ منزل الفنان أو الفنانة الذي هُدم، وأقيمت مكانه بناية كبيرة من أدوار عديدة!
|